وكالة أنباء موريتانية مستقلة

انعكاسات الانقلاب بتركيا على أميركا وحلفائها

قالت صحيفة واشنطن بوست في تحليل إخباري إن محاولة الانقلاب في تركيا ستترك غموضا إزاء مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية حتى وإن فشلت، وإن لها انعكاسات سلبية على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة على جميع الأحوال.

وأوضح التحليل الذي كتبه كارين دي يونغ بالاشتراك مع دان لاموث، أن أي واقع جديد يظهر في تركيا في نهاية المطاف لن يعتبر أنباء جيدة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأشار الكاتب إلى أن تركيا العضو في حلف الناتو تعتبر الخط الأمامي والقاعدة الأم لكثير من عمليات التحالف لمواجهة الإرهاب في سوريا المجاورة، وأن تركيا هي الحَكم بشأن أزمة اللاجئين الفارين من الشرق الأوسط إلى أوروبا والذين يضغطون على القارة بشكل كبير.

وقال إنه على الرغم من أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجد صعوبة في التعامل مع الحكومة المدنية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتجد أن التعامل مع الجيش التركي يعتبر عملية أسهل، فإن الانقلاب في تركيا يمكن أن يتثير المتطلبات القانونية لقطع جميع المساعدات العسكرية الأميركية، مما يشكل تحديا لاعتماد الولايات المتحدة على تركيا في الحرب ضد تنظيم الدولة.

قطع مساعدات
وأضاف أن الإدارة الأميركية سبق أن تمكنت من تهوين مطالب بعض الكتل السياسية الأميركية بقطع المساعدات العسكرية عن مصر وتايلندا، وذلك عن طريق رفضها تسمية ما حدث في هذين البلدين بأنه “انقلاب”.

ونسب إلى الخبير بالشأن التركي هنري باركي مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز ويلسون، القول “ولكن هذه تركيا” و”هذا بلد عضو في حلف شمال الأطلسي، وهناك فرق كبير”.

وقال الكاتب إن إعادة حكومة أردوغان إلى السلطة ربما تكون شائكة أكثر ومخيفة أكثر من أي وقت مضى، وإن البيت الأبيض انتظر ساعات بعد التقارير الأولوية عن أن انقلابا عسكريا يحدث في تركيا حتى أصدر بيانا قويا يعارض فيه العملية الانقلابية في البلاد.

وقال البيان إن الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري تحدثا عبر الهاتف واتفقا على أن تبادر كل الأطراف في تركيا إلى دعم الحكومة المنتخبة بشكل ديمقراطي، ودعا كذلك إلى ضبط النفس وتجنب أي عنف أو إراقة دماء.

ثم أصدر جون كيري بيانه الخاص لاحقا، قائلا فيه إنه تحدث مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وإنه أكد له دعم الولايات المتحدة المطلق للحكومة المدنية والمؤسسات الديمقراطية في تركيا.

وأشار الكاتب إلى أن معاهدة تأسيس حلف شمال الأطلسي لا تتناول ما يجب فعله حيال عمليات الاستيلاء العسكري على السلطة، وأنها لا تتضمن أحكاما تشير إلى تعليق عضوية البلد الذي يتعرض لانقلاب عسكري، وأن الانقلابات السابقة في كل من تركيا واليونان والبرتغال لم تؤد إلى تغيير جوهري يذكر في العلاقات مع حلف الأطلسي.

لكن الانقلاب العسكري في تركيا إذا ما تأكد فإن من شأنه أن يضع السعي التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في مهب الريح، مما يلحق الضرر بالاقتصاد التركي الذي تأثر أصلا بسبب الهجمات الإرهابية.

عِلم بالانقلاب
والسؤال هو: هل الحكام العسكريون سيكونون على استعداد لمواصلة التضييق على أكثر من مليوني سوري وغيرهم من اللاجئين الذين تؤويهم تركيا وتمنعهم من محاولة الوصول إلى ألمانيا والدول الإسكندنافية وغيرها من الدول الأوروبية، لو نجح الانقلاب؟

ونسب الكاتب إلى مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية القول شريطة عدم الكشف عن هويتهم إنهم كانوا على علم بالمحاولة الانقلابية التي تكشفت الجمعة، وإنهم يعلمون بما يحدث في تركيا، لكنهم لا يزالون يدرسون آثار الانقلاب على العمليات العسكرية التي تضطلع بها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وأوضح أن البنتاغون اعتمد بشكل متزايد على المنشآت العسكرية التركية لشن حرب لمكافحة الإرهاب في كل من العراق وسوريا، مثل قاعدة إنجرليك الجوية جنوبي تركيا قرب الحدود مع سوريا، ومطار ديار بكر جنوبي شرقي البلاد، وقاعدة إزمير جنوبي غربي إسطنبول والتي يستخدمها الجنود الأميركيون، وكذلك قاعدة أكساز البحرية على ساحل بحر إيجة.
اللخبر،الجزيرة،واشنطن بوست

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.