وكالة أنباء موريتانية مستقلة

معادلة رخيصة في تحليل الصراع على سوريا/د. غالب الفريجات

الصراع الدائر في سوريا بين النظام وحركات التطرف الديني ليست في مصلحة سوريا الدولة والمجتمع ، ولن يكون مصيرها إلا تمزيق سوريا ، وإنهاء دورها القومي ، ويتحمل النظام السوري ما آلت إليه هذه الأوضاع المأساوية الدامية في حق الشعب العربي السوري ، فقد بات شعب سوريا بين مهجر في الداخل والخارج وقتيل وجريح حد نصف أبناء سوريا ، فخسرت سوريا مكانتها القومية ، وانجازاتها التنموية ، وضاعت كل منجزات الشعب أمام لهفة النظام على الاستمرار في امتلاك سوريا ، حتى لو كانت جثة هامدة كما أصبحت اليوم .

الغريب في امر هؤلاء الذين جندوا أنفسهم لدعم نظام بشار الأسد ، تعاموا عن تاريخ عائلة الأسد الدموية ، وخياناتها القومية ، وخاصة فيما يتعلق بالمواجهة مع الكيان الصهيوني ، ووضعوا أنفسهم في حضن ملالي الفرس المجوس ، ليس من منظور ديني تنويري ، ولا من منظور قومي تقدمي ، ولا من منظور يساري ، بل من خلال ما يقدمه نظام الملالي من رشوات مالية ، هي أشبه بشراء عملاء وخونة مأجورين، وهذا ما جاء على لسان خامئني في رسالته للمخابرات الفارسية حول وصفه للعرب المتعاونين معهم .

من لا يقف مع نظام بشار وملالي الفرس المجوس فهو في نظر هذا الفريق داعشي ، ورغم أن داعش لا تدفع الأتوات ولا الأجور ولا الرشاوي ، لكن هي اسطوانة هؤلاء الذين سرعان ما نقلوا بندقية النضال التي كانوا يتوجهون بها نحو موسكو إلى واشنطن ، وباتت الكعبة التي يحجون إليها بعد أن أغلقت موسكو أبوابها في وجه التواجد الماركسي على اراضيها ، منذ قفزة غورباشوف الاصلاحية الخيانية في الهواء .

يرفض القومجيون والماركسيون الطفيليون أن يكون الخيار سوريا ، فهم مصرون على أن يكون بشار سليل والده حافظ الذي ارسل قواته إلى حفر الباطن جنباً إلى جنب مع الجندي الصهيوني والامريكي ، والذي اصطف مع ملالي الفرس المجوس في حرب ايران ضد العراق لمدة ثماني سنوات ، لم تتوقف هذه الحرب العدوانية إلا بعد تجرع كأس سم الهزيمة على أيدي أبطال العراق، والذي دخل لبنان بموافقة امريكية صهيونية لتدمير الحركة الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية .

عجباً أن يصطف الماركسي والقومجي مع ملالي الفرس في خندق واحد ، فماذا يجمع هذه الفريق الذي لا لون ولا طعم له حتى يكون في جبهة نضالية عرمرمية واحدة ؟ ، تناضل حتى آخر رمق في الشعب السوري ، وتنام على احتلال بغداد من قبل صهاينة العصر من الفرس المجوس ، وتتعامى عن ممارسات هؤلاء الملالي في الوطن العربي ليس خدمة لفلسطين بل خدمة لصهاينة فلسطين ، كيف لا وقد تجاوز ملالي الفرس صهيونية هؤلاء الذين يحتلون فلسطين ؟ .

من لا يقف مع بشار وملالي الفرس ليس داعشياً بل هو مع سوريا الدولة والمجتمع، الدولة الوطن والعروبة ، الدولة الموقف القومي لسوريا ، وليس مع القتلة في الجانبين النظامي وحركات الارهاب الديني المتطرفة القاتلة المأجورة ، كما هو النظام القاتل في صفوف جماهير الشعب السوري ، هؤلاء الذين يرفضون طرفي القتال لأن كل واحد منهما يعمد ذبح سوريا ، ولا يتعامون عن حقيقة أن داعش صنيعة امريكية ايرانية، أما الذين يصطفون مع هذا القاتل المجرم أو ذاك ، فهم المعادون لسوريا ، ويخدمون ملالي الفرس المجوس ، الذين يتم تجنيدهم كطابور خامس في الوسط العربي ، لتحقيق مشروعها القومي إحياء لامبراطورية الفرس المندثرة.

هاهو الاحتلال التركي للأرض السورية مقدمة لاحياء الامبراطورية العثمانية الميتة، وامام صمت ملالي الفرس المجوس الذين ينامون في حضن الشيطان الامريكي ، وكلاهما يتعبد في محراب الامبريالية والصهيونية، فماذا قدمت تركيا وايران طيلة الصراع العربي الصهيوني غير الضجيج الاعلامي ؟ ، فهل يدلنا الرفاق عن بوصلة النضال مع ملالي الفرس؟، ماذا أطلقوا على هذا التحالف؟، يتعامى الملالي عن عملية تركيا ضد الاراضي السورية، ويحاولون التغطية على العملية التركية بجريمتهم في البحرين ، أو زيارة وزير خارجيتهم للعراق وقطر والكويت، فماذا تجيبون يا حلفاء ايران؟.

الخيار الثالث في الصراع على سوريا هو سوريا الدولة والوطن والشعب، وحدة الاراضي السورية، وادانة النظام السوري، وكل الحركات المتطرفة ، والطريق هو التغيير السلمي الديمقراطي، الذي يترك للشعب السوري اختيار حكامه بارادته الحرة، وكل من لا يقبل هذا الخيار فارسي مجوسي ، واما داعش فالكل يعلم أنها صناعة امريكية صهيوني ايرانية تركية، اتفقت كل هذه الأطراف العدوانية على الأمة العربية ، فمشروع ايران الفارسي ومشروع تركيا العثماني مع المشروع الصهيوني، كل هذه المشاريع تعمل تحت المظلة الامريكية ضد هذه الأمة، فهل يصحى هؤلاء المغفلون من أتباع الفرس المجوس أنهم يخدمون الامبريالية والصهيونية من حيث يعلمون أو لا يعلمون؟، وهل يعي هؤلاء أن لا فرق بين ملالي الفرس والتنظيمات الارهابية التي تدعمها طهران ، وداعش التي خلقتها امريكا وايران، فهم شاءوا أم أبوا في حضن قتلة مأجورين من ملالي وقاعدة وداعش في خدمة امريكا و” اسرائيل ” ، فهنيئاً لهم نضالاتهم المأجورة؟.

المستبل العربي

Print Friendly, PDF & Email

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي