بدأت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية “راف” تشييد مدرسة ابتدائية في إحدى القرى الموريتانية التابعة لمحافظة الحوض الغربي.بالتعاون مع مؤسسة اليد العليا شريك راف بموريتانيا، يجري حاليا إنشاء المدرسة البالغة تكلفتها 310 آلاف ريال قطري من ريع أوقاف الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني لأعمال البر والخير، حيث من المتوقع أن تقدم خدماتها التعليمية لأكثر من 180 تلميذا وتلميذة من أبناء قرية أكوينيت التي يقطنها 3000 شخص.
تقام إنشاءات المدرسة على مساحة 260 مترا مربعا، وتضم ستة فصول دراسية، وقاعة، وثلاثة مكاتب إدارية، حمامات، سياجا، علاوة على التأثيث الكامل لها.
وتعالج هذه المدرسة مشكلة كبرى كانت تواجه سكان هذه القرية التي تفتقد الخدمات التعليمية وهي عدم وجود أي مدرسة بها، وكان الطلاب على قلتهم يجدون صعوبة في التنقل لمناطق أخرى من اجل مواصلة دراستهم، مما ترتب عليها ارتفاع نسبة الأمية في القرية، وباتت أجيال كاملة لا تتوافر لها فرصة للتعليم في المراحل الأولى.
وبمساهمة من أوقاف سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني حفظه الله، أخذت راف على عاتقها المساهمة في نشر العلم والمعرفة والنهوض بالمجتمع من خلال تبني مشاريع ذات أولوية تنموية مستقبلية، تسهم في رقي الشعب الموريتاني الشقيق وتلبي احتياجاته الأساسية التنموية، ومحاربة الجهل والأمية في هذه القرية، وتكوين جيل واع متسلح بالعلم والمعرفة.
علاوة على ما يمثله المشروع من كونه صدقة جارية تجري باستمرار التعليم والتعلم وبتخريج جيل بعد جيل، يحمل أمانة الرقي والنهضة لجموع المسلمين، إضافة إلى ما توفره هذه المدرسة من فرص وظيفية لأبناء القرية من التربويين والإداريين تبلغ 20 وظيفة.
مبادرات “راف”
تأتي هذه المبادرة من مؤسسة “راف” ضمن العديد من المبادرات التي تسهم بها راف، خاصة في دعم العملية التربوية في موريتانيا، والتي تشير الإحصائيات فيها إلى أن عدد المدارس يقدر بنحو ثلاثة آلاف و682 مدرسة في كل مراحل التعليم ما قبل الجامعي، منها 73% من المدارس تعاني عجزا واضحا في التجهيزات والبنية الأساسية المدرسية، فالكتب المدرسية مثلا لا يتوافر منها إلا 40% فقط.
وحسب الإحصاءات الرسمية فإن نسبة التحاق التلاميذ بالمدارس تصل 84%، لكن الخطر هو أن 40% من هؤلاء التلاميذ لا يكملون دراستهم الابتدائية بل يتسربون من التعليم أو يعجزون عن مواصلة مسيرتهم الدراسية، بسبب ضيق المدارس واكتظاظها الذي يجعل الإدارة تعتذر عن عدم استقبال مزيد من التلاميذ، وهو واقع تعيشه موريتانيا ويحتاج لمساهمة إنسانية في علاجه.
ولهذا فإن مؤسسة “راف” تسعى إلى تبني مشاريع نوعية، متعدية النفع، وذات أثر تنموي فاعل، ولها مردود إيجابي كبير على الفرد والمجتمع، الأمر الذي يجعلها مرحبا بها في كل دول العالم، ولها إسهامات على أرض الواقع في 97 دولة عربية وإسلامية وأجنبية على مستوى العالم.