وكالة أنباء موريتانية مستقلة

التعريف بالسيد الشهير احمد العويسي الملقب احمد لكويدسي: إستدراك/الدكتور محمد سالم ولد محمد يحظيه

استدرك في هذا المقال بعض الأقوال و الحقائق المنسوبة خطأ أو عمدا أو نسيانا لبعض أقحم فيها بطريقة أو بأخرى بسبب أشخاص أو جماعات تحب أن يرد ذكرها أو ذكر من له بها رابطة في أمور حتى و إن لم يكن لها حضور فعلي في أحداث ذلك المشهد.لذا أرجو هنا ألا يقوم مشايخ او أصحاب طرق ما بتفسير الحقائق بطرقهم المسيسة الملتوية المعروفة التي كثيرا ما تصب في مصاب تجافي الحقيقة وتوقع في الخلط و المغالطات٠
ومن هنا أستدرك في المقال:التعريف بالسيد الشهير احمد لعويسي الملقب احمد لكويدسي،المنشور في العدد 1432 بتاريخ12/11/ 2012 بيومية “الأمل الجديد” و ذلك بعد الكثير من التمحيص والتدقيق ومقابلات وثائق ومقارنات و تواتر أقوال ثقات وموروث شعبي كبير لأقول: إن ما كتب عن حياة احمد العويسي الملقب احمد لكويدسي – قليل – رغم ذكره في مصادر عربية محلية و أجنبية متفرقة و لعل السبب في ذلك عائد إلى النقص في التدوين عند أهل البلد خاصة و انعدام الموضوعية في المدون بصفة عامة ؟ و من هنا أقول أن احمد العويسي هو: احمد بن امحمد لعويسي ولد تكدي من قبيلة العويسيات أبناء عيسى الملقب (ويس) ولد عبد الله بن كروم بن ملوك بن بركن بن هداج بن عمران بن عثمان بن مغفر بن أدي بن حسان.و لمحمد ولد تكدي هذا أربعة أبناء هم المختار و ابوبكر و عبد الله و إبراهيم فمن المختار أهل عَبيْدْ و أهل ينجه و أهل الباشير و اهل امحيمد و اهل ابيبكر و أهل المنوفي و غيرهم …
و من عبد الله أهل النيتيري و اهل موناك و اهل هيبه لكرع و منهم آل سيدي في اهل اسويد و اهل آسكيري… و ابوبكر و منه أهل زنفور و أهل محمد ناجم و أهل أفيل و غيرهم ..
أما اعْمَرْ ولد عبد الله فمنه بوذراع ابنه بيداه و ابراهيم و له ذرية في النّمادِ و أخوه محمد و منه ابنه احمد لعويسي الذي لقبه بارك اللَّ ولد ديمان بأحمد لكويدسي و صار اللقب علما له وجمعته صداقة مع ولي الله احمد بزيد و له ذرية و هم الطرش و الجوابر وتحتهما عدة فروع. من هنا يتضح أنه عربي قح من أرومة قبيلة العويسيات وهم كما أسلفنا من صميم البراكنة ،فعيسى ولد عبد الله الملقب ويس وأخوه أكريشات هم أكبر أولاد عبد الله ولد كروم وأمهم من “أولاد جرير”وهي قبيلة عربية جزائرية محاربة عرفت بشجاعتها ومقارعتها الإستعمار الفرنسي إلى أن أسهمت أكبر إسهام في تحرير بلدها٠وعلى ذكر أولاد جرير أذكر أنه كان و لا زال يقال:”يعطيك غزِّ من لعويسيات و ال واحد من أولاد جرير” كما كان لعوسيات يغزون مع أخوالهم أولاد جرير و العكس صحيح،ويوجد حتى الآن فخذ من لعويسيات يقطن الجزائر ويدعى الركوبات نسبة الى سيد أحمد الراكب وسمي بالراكب نظرا لإضطلاعه المنفرد بفنون ركوب الخيل وكذا لطول صولاته وجولاته في الحروب.
ولأبناء عبد الله هؤلاء أخ من الأم هو غيلان الأصغر ولد مسعود ولد غيلان.وقد تزوج عبد الله بعد أمهم أم العز العزونية من الترارزة ورزق منها خمسة أبناء هم من استحوذ على إمارة عبد الله ولد كروم وتزوج بعدها بثالثة من أبناء لغويزي وله منها أبناؤه الصغار منصور وأحمد وغيرهم.فبعد اعتماد وثائق و مخطوطات وأقوال من يوثق بهم من أهل التمحيص تأكد لنا أن أحمد لعويسي قدم الى بارك اللَّ ولد ديمان في محظرته زائرا فسأله عن اسمه واسم أبيه تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا لقي الرجل سأله عن اسمه واسم أبيه فقال له: أنا أحمد بن أمحمد لعويسي، فقال له بارك اللَّ ولد ديمان: لا يمكنك أن تعيش تحت اسم لعويسي نظرا لحروب العويسيات العديدة و قتلها الكثير من الرجال …؟ لا بل أنت احمد لكويدسي و منذ ذلك اليوم اشتهر بهذا الاسم. وهو الجد الجامع لأولاد أحمد لكويدسي وكان رجلا فارسا كريما مشهورا من مشاهير أولاد تكدي أحد أفخاذ قبيلة العويسيات.لكن الخلط الوارد في القول مرده أن أحمد بزيد كان لا يزال في تلك الفترة تلميذا عند بارك اللَّ ولد ديمان في محظرته شأنه شأن غيره من طلبة العلم، ولم يكن أحمد بزيد آنئذ قد حاز إجازة شيخه بارك اللَّ بعد. ومن هنا نشأ اللبس المذكور ونسبة القول خطأ لأحمد بزيد لكون زيارة أحمد بن أمحمد لعويسي للعالم بارك اللَّ ولد ديمان في محظرته صادفت فترة تتلمذ الآخر على أستاذه. مما أستدعى التصحيح،فكانت الزيارة المذكورة فاتحة صداقة بين أحمد لكويدسي و أحمد بزيد،فكان الرجلان يلتقيان في أحيان و يفترقان في أحايين أخرى.
كانت بداية حيات احمد بن امحمد لعويسي مع ذويه أولاد تكدي وفي مرحلة مبكرة من عمره جرت بينه مشاجرة مع أحد أعمامه الشيء الذي جعله يهاجر عنهم ويذهب إلى أولاد البوعليه الذين هم في الحقيقة أبناء عمومته من جهة أنهم أبناء عزوز بن موسى ولد تروز ولد هداج وهنا يلتقي هو معهم لأن جده بركن أخ لتروز ،أما أولاد البوعليه فهم في الحقيقة إخوة دمان من الأب. ويستقر به المقام بينهم حيث تزوج أخت زعيمهم آنذاك ورزق منها إبنا سماه لطرش وفي تلك الفترة جرت بينه مع بعض زعاماتهم خلافات ومشاجرات اشتدت وتيرتها و تطورت فيما بعد لتنتقل إلى مناوشات بين الطرفين أدت به في النهاية إلى قتل اثنين من أولاد أمراء البوعليه على الرغم من شدتهم آنذاك وقوتهم وسيطرتهم على تلك المنطقة.وبعد ردة فعله الشجاعة هذه ذهب إلى (الكبلة) واستقر به المقام في أولاد رحمون حيث تزوج منهم ورزق ابنا سماه جابرا.
تم ارتحل عنهم وإثناء ترحاله قدم إلى بارك اللَّ ولد ديمان في محظرته بغية الزيارة و التبرك و التماس صالح الدعاء و هي إحدى العادات المعمول بها عند أهل البلد.و كانت هذه الزيارة الرابط الفذ الذي ربط الزائر أحمد بن أمحمد لعويسي بتلميذ بارك اللَّ أحمد بزيد ولد بهنضام،فتوطدت بين الاثنين علاقة صداقة حميمة تطورت فيما بعد لتصبح صلة إنسانية روحية وثقة متبادلة بينهما. ولهما قصص و خوارق و كرامات انظر كتاب (كرامات أولياء تاشمش) [مخطوط] الصفحة: 39 و: 40.وفي نفس ال[مخطوط] ، الصفحة: 35 و 36 ، ما يشفي الغليل. و لا يدع مجالا للشك في أنه أجازه علميا كما أجازه في الطريقة الروحية التي كان يسلك. لذلك أصبح أحمد لعويسي شيخا عالما مربيا ولا شيء أدل على ذلك من أن الولي أحمد بزيد ربط زيارته بزيارته حيث أمر تلامذته و مريديه بإشراكه معه في الزيارة وكثيرا ما نسمع (يا أحمد بزيد وأرديفك أحمد لكويدسي).
وعلى هذا الأساس يتضح مما سبق أن أحمد لكويدسي كان رجلا صالحا ناضج العقل، نير الفكر، قوي الملاحظة، ثاقب الذهن، مقصودا للزيارة و العلم والتبرك والتماس صالح الدعاء.كرس حياته الطويلة لخدمة الإسلام والمسلمين و قد عاش ناسكا حوالي مائة وثلاثين سنة (130 سنة) حاد الذهن سريع البديهة، قوي البصر وتلك مزية خصه الله بها.إلى أن توفى بداية القرن الحادي عشر الهجري و دفن في (تمغرت)[1].و كان رجلا فارسا قوي الشكيمة، صلبا في مواقفه، لا تروعه الأهوال، شجاعا لا يشق له غبار ولا يرضخ لأحد مهما كان.و يظهر ذلك جليا من خلال موقفه الشجاع الذي واجه به قواد الجيش البرتغالي المشهورين بغطرستهم عندما حاولوا إذلاله هو وأحمد بزيد فانبرى لهم هو و تحداهم على مرأى ومسمع من الجميع.غير مكترث بما يحيط به من جنود البرتغال و قادتهم، دون مبال بما يمكن أن يلحق به من عقاب جراء تصرفه.
وكان موقفه الشجاع وتحديه السافر لقواد الجيش البرتغالي سبب توقيفه هو وأحمد بزيد لكن ذلك التوقيف لم يطل بفضل الله حسب ما هو متواتر عند الثقات اللذين أجزموا أنه عند ما ذهب عنهم القواد ومعاونوهم وتركوهم ،كان الأمر أن خرج الشيخان وذهبا أحرارا.ومن ذلك اليوم أصبح البرتغاليون يحترمونهم ويقدرونهم بل يخافونهم.كما تظهر شجاعته وجرأته في قصته مع أبناء عمومته أولاد البوعليه التي أسلفنا، ولا شك أن المتتبع للقصتين السابقتين يلاحظ بوضوح مدى قوته وجرأته.فقد امتاز بالشجاعة،و الفروسية والشهامة، والإباء، والكرم و العلم. كما امتاز فيما انفرد به أيضا من الخصائص انه كان عصبي المزاج مستقلا برأيه لثقته بنفسه يتخذ قراراته دون الرجوع إلى أحد مهما كانت قرابته به أو علاقته.الشيء الذي جعله يترك ذويه مبكرا ويتوجه إلى منطقة بعيدة منهم و هو قرار لا يقدم عليه الكثيرون خاصة في فترة تناوشت البلد فيها الحروب القبلية و الأزمات.حيث عاش معتدا بنفسه مستقلا في أموره العامة و الخاصة إلى أن كون أول نواة للمجموعة المعروفة بـ (أولاد أحمد لكويدسي ).
وبعد زيارة أحمد لعويسي الشهيرة لبارك اللَّ ولد ديمان في محظرته،قدم إليه بعد ذلك أولاد البوعلية فأقام بارك اللَّ الصلح بينهم وبينه على أساس أن يتكفل أبناء إبنه بحقوقهم ويرجع له أولاد البوعلية إبنه وكتب بارك اللَّ الصلح لينتهي بذلك فصل من فصول حياة أحمد لعويسي المشهور بأحمد لكويسي.والظاهر أن بارك اللَّ ولد ديمان لقبه بلكويدسي نسبة الى جبل أكويدس الذي يمكن أن يكون أتخذه مستقرا ومكانا للصيد في إحدى صولاته وخروجه على أبناء عمومته. مثله مثل ابن عمه عبد الكريم ولد النيتيري الملقب ” الكِرَاهْ ” الذي أنفرد بجبل في تيرس يعرف ب كلب “الكِرَاهْ ” كان يصطاد عليه و يحمي حمى ما جاوره من الأراضي.
انظر :
1- مخطوط من جزأين عن تاريخ ونسب عرب الرقطة للعالم الجليل المختار ولد حدهال
2- محمد فال ولد محمد التندغي : التعريف بالسيد احمد لعويسي الشهير بأحمد لكويدسي
3- Voyage dans le Fouta-Djalon, pages ,518-519,520
4- كتاب كرامات أولياء تاشمش مخطوط

** تنبيه :

في كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوربي” و في سياق ذكرادوعيش ذكر أن : ولد حواص و ولد إسلاين انهم من إدوعيش و الصحيح أنهم من قبيلة لعويسيات. و في ذكر المجاهدين في جيش وجاهة ولد الشيخ ماء العينين فإضافة إلى محمد يعقوب ولد التوبالت لعويسي بقيت مجموعة أخرى من المجاهدين أمثال : عبد الله ولد بَلَلْ و محمد سالم ولد بَلَلْ و ابراهيم ولد ابراهيم و العربي ولد أشلومه الذي كان مستشار الشيخ ماء العينين العسكري نظرا لطبيعة قبيلته العسكرية وتفتح قرائحها في هذا المجال و كثرة حروبها.و قد أعطاه الشيخ ماء العينين مدفعا من نوع امْنَبْهيّ تكريما له على شجاعته و حسن أدائه في الحروب و الخطط العسكرية..و قد ذكر في نفس الكتاب في ذكر المجاهدين أن ولد دومه من أولاد غيلان و الصحيح أنه : ولد دومه ولد غلاب لعويسي ،كما أن سيد أحمد ولد عبد الودود الملقب ابحيده كان من طلائع مقاومة الاستعمار مثله مثل أعْلِ ولد عبد الودود الملقب مامهْ الذي أرسل للشيخ ماء العينين بعد أن وزع العتاد على القبائل المحاربة لإشراكها في الجهاد بأمر من سلطان المغرب الذي أمر الشيخ بالنداء به وأغدق عليه العطايا لبدأ العملية لاستنهاض المحاربين فما كان من الشيخ ماء العينين إلا أن أرسل لعرب إدوعيش عتادا دون تخصيص فلم يعجب ذلك مامه فقال :قولوا للشيخ ماء العينين أو ماء الأذنين أن عتادنا يقتطع لنا وحدنا ،فأرسل له سلطان المغرب مدافع و خيلا،كما أرسل له الشيخ ماء العينين فرسا و مدفعا من نوع أمنبهي مع ابن عمه العربي ولد أشلومه،كما جاهد في نفس المجموعة سيد أحمد ولد المحمود لله الملقب أبنين.وبعد استشهاد المجاهد وجاهة ولد الشيخ ماء العينين على يد المستعمر اخذ جثمانه مجاهد اخر من لعويسيات يدعى عبد الرحمن ولد اكريكيب وقام بترتيب مراسيم دفنه. …و فيه لائحة كبرى ممن جاهد الاستعمار الاسباني و الفرنسي من قبيلة لعويسيات سنوردها في محلها لاحقا.

نشر بتاريخ: 12/11/ 2012 بجريدة “الأمل الجديد” العدد 1432،أنواكشوط ـ موريتانيا.

* الدكتور محمد سالم ولد محمد يحظيه

العنوان و الهاتف: 20835033/47166103

email :yehdih1999@yahoo.com

WWW.ELKHEBAR.NET

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.