وكالة أنباء موريتانية مستقلة

قنبلة النانو العربية مقابل القنبلة النووية الإسرائيلية

انتشرت صور الخراب و الدمار الذي أحدثته الماكينة العسكرية الإسرائيلية بالشعب الفلسطيني, حتى صارت صورا مألوفة تملا شاشات التلفاز,و تشغل مساحات كبرى في الصحف و المجلات.

رغم الانتقادات اللاذعة الكثيرة و المطالبات بكبح سيل الدماء وتزايد قتلى وجرحى و معاقي الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي.و لم يكن لمجمع الدول العربية إلا القبول بحالة الواقع المر أو التستر و محاشاة التعرض للأمر الذي افلت في الحقيقة مندائرة التأثير العربي وفق أسباب و مسوغات معروفة .

فنتيجة امتلاك إسرائيل السلاح النووي مقابل عدم امتلاك أي من الدول العربية له شكل اختلالا على مستوى التوازن الاستراتجي الذي يميل لصالح إسرائيل ,مما يوجب انهائه بتملك العرب رادعا يواجه السلاح النووي الإسرائيلي.لكن السعي لامتلاك أسلحة نووية قد يلقى عوائق و عواقب مستعصية,إلا أن السعي لامتلاك قنابل نووية و رؤوس حربية نانوية يعد أسهل و أفضل حتى من امتلاك الأسلحة النووية بالنسبة للدول العربية.و هذا النوع من السلاح اختبرته روسيا منذ أيام حسب وكالة نوفستي التي أفادت أن تجربة ما يسمى “قنبلة النانو”أجريت في بحر بارينتس.

ومعلوم أن كتلة هذه القنبلة تتراوح بين 500 كيلوغرام و8000 كيلوغرام فيما تبلغ قوتها التدميرية عدة كيلو طن من مادة التروتيل، أي أن قوتها التدميرية تعادل قوة القنبلة الذرية التكتيكية.وتم صنع القنبلة باستخدام تقنية أو تكنولوجيا النانو، وهي التكنولوجيا التي تتيح صنع وسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانومتر، وهو جزء من الألف من الميكرومتر، أي جزء من المليون من الميلي متر. ويتيح ذلك صنع عبوة ناسفة في حجم الذرة.

ويذكر أن القوة التدميرية لقنبلة “النانو” الروسية تعادل أربعة أمثال قوة القنبلة الأميركية المماثلة المسماة بـ”الفراغية” أو “الارتجاجية”.ويتولد عن انفجار القنبلة الارتجاجية في الجو موجة هوائية عاتية وطاقة حرارية هائلة تتسببان في تدمير ما على سطح الأرض وتحوّلان منطقة الانفجار إلى أرض مقفرة لكنها تخلو من التلوث الكيماوي أو الاشعاعى.

و رغم القوة التدميرية الهائلة لقنابل النانو إلا أنها تعد من الأسلحة التقليدية لذا لن يكون لأمريكا أو الدول الغربية حجة لمعارضة حيازة الدول العربية لهذه القنابل.أو إمكانية فرض عقوبات عليها عكس ما سيحدث لو سعت دولة عربية لامتلاك برنامج نووي عسكري, خاصة أن الدول العربية وقعت معاهدة حظر الأسلحة النووية .

و تشكل قنابل النانو ردعا أفضل من السلاح النووي لكون الأسلحة النووية تعد رادعا و لا تستخدم إلا في حال إقدام إسرائيل مثلا على استخدام الأسلحة النووية ليكون الرد بالمثل و بالتالي إبادة المنطقة,و لا يمكن استخدام سلاح نووي في صراع تقليدي كالصراع العربي الصهيوني بسبب صغر مساحة إسرائيل و كون قصفها بأسلحة نووية من أية جهة سيجعل الدول العربية المحيطة بها تتضرر بفعل الإشعاعات النووية,إضافة إلى تأثر فلسطينيي غزة و الضفة الغربية.كما ستتأثر الدول الغير عربية المحيطة بالأشعة النووية مما يجعلها تتخذ مواقف معادية.أما قنابل النانو فيمكن استخدامها في أي صراع تقليدي دون أن ينتج عن استخدامها إشعاعات نووية خارج نطاق قوتها التدميرية.كما يمكن أن تستخدمها الدول العربية ضد أي قوة إسرائيلية متقدمة داخل أراضيها.أما في حال استخدام إسرائيل السلاح النووي فيمكن عندئذ استخدام قنابل النانو كسلاح تدميري فعال بقصف إسرائيل بقنابل و رؤوس النانو و تساعد مساحة إسرائيل الضيقة على فعل ذلك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي