وكالة أنباء موريتانية مستقلة

شوكت الملط يكتب: لهذا فشلت “القمة العربية” في موريتانيا

ومن المعروف أن جدول اعمال أى قمة عربية لابد أن يُعرض على واشنطن وتل أبيب، وخاصة فى موضوع القضية الفلسطينية، وكذلك فإن قرارات مؤتمرات القمة لابد ألا تمس دولة الكيان الصهيونى من قريب أو من بعيد ، فللقادة العرب أن يسبوا إسرائيل وزعماءها، ولهم أن يتهموها بأنها دولة احتلال تتعامل مع الفلسطينين مخالفة لمبادئ حقوق الإنسان ، والمواثيق الدولية ، أما كيفية مواجهة إسرائيل بأى وسيلة حتى لو كانت سلمية فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا ، فضلا عن عدم قدرة أى زعيم عربى على أن يتحدث من قريب أو من بعيد عن المواجهة العسكرية، وإلا وجد نفسه أسيرا فى احد السجون الأمريكية أو الإسرائيلية.

أكثر من نصف القادة العرب غابوا عن هذه القمة والتى سموها قمة الأمل ، غابوا لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم لن يفعلوا شيئا، وهم موقنون أن غيابهم سيستر عواراتهم ويبرز تقصيرهم بل وخيانتهم فى حق شعوبهم وحق الشعوب المقهورة كالشعب الفلسطينى والسورى والعراقى.

اعتذر أحد قادة العرب وهو السيسى بحُجة اكتشاف مخابراته لمحاولة اغتيال مدبرة له على الأراضى الموريتانية كما حدث لأخ له من قبل اسمه محمد حسنى مبارك على الأراضى الأثيوبية فى أواخر القرن الماضى.

نظرا للتطور التكنولوجى وارتفاع نسبة من يمتلكون حسابات على وسائل التواصل الاجتماعى، وأن ما يمكن إخفاؤه بالأمس ليس من المستطاع إخفاؤه اليوم ، فكل كلمة مرصودة والكاميرات تتصيد كل حركة، بل كل نظرة ، فما بالكم باللقاءات والأحاديث والمقابلات والتصريحات ، والتي تهم كل عربى من المحيط إلى الخليج ،فكان غياب هؤلاء القادة.

كل الزعماء العرب دون استثناء يعلمون علم اليقين أن وجودهم على عروش ملك بلادهم غير شرعى ، فلم ينتخبهم أحد من مواطنى بلادهم ، ولم يفوضهم أحدٌ بالحديث عن قضايا بلده، وبالأولى الحديث عن قضايا الأمة المصيرية كقضية فلسطين وغيرها.

العديد من الدول العربية يحارب بعضها بعضا ، الخلاف على الحدود وعلى المصالح الشخصية للقادة والزعماء ، التنافس على التقرب للكيان الصهيونى وأمريكا والاتحاد الأوروبى ، بل حدث أكثر من ذلك بسبب مباراة كرة قدم أفسدت العلاقة بين شعبى دولتين كبيرتين ، لأن أحد الرؤساء يريد أن يخدع شعبه ويلهيه بقضية رياضية حماسية ليستغلها فى تمرير قرارات داخلية صعبة.

قضايا الحريات الديقراطية والانتخابات الحرة النزيهة مهدرة فى كافة الدول العربية ، وكرامة المواطن العربى مهانة ولا قيمة لها إلا فى الأفلام والمسلسلات والفضائيات ، وبات اليوم من المضحك أن ينادى رئيس أو ملك أو أمير دولة عربية بحقوق وحريات مواطنى دولة عربية أخرى وفى ذات الوقت حقوق مواطنيه مهدرة وكرامتهم مهانة على يديه ، تلك هى المأساة.

فى السنوات الأخيرة اعتاد الغرب الصليبى على الإيعاز للعسكر فى أى من البلاد العربية ليحكموا شعبهم بالحديد والنار ، وربما تحدث مظاهرات ويرتقى شهداء ويسقط جرحى ومصابون ، وربما تقوم حرب أهلية يتبعها تفرق الشعب إلى فصائل متناحرة وفرق متحاربة وتُقسم البلاد وتزداد الحرب اشتعالا ، وهنا يظهر الجانب الإنسانى للغرب الصليبى الذى كان يبيع الأسلحة للفصائل المتناحرة ليحارب كل فصيل الفصائل الأخرى ، هنا يطالب الغرب الصليبى بعقد مؤتمر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي