أكدت صحيفة “التليجراف” البريطانية أن قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المفاجئ بالانسحاب من الأراضي السورية والبدء في سحب القوات الرئيسية بمثابة مرحلة مفصلية في الحرب الدائرة منذ أكثر من خمسة أعوام.
وأشارت “التليجراف” إلى إن القرار المفاجئ الذي أعلنه بوتين أثناء اجتماع له مع وزرائه الاثنين، استنفر الولايات المتحدة والدول الغربية، بالإضافة لمفاوضي النظام السوري والمقاومة المجتمعين في جنيف لبدء المحادثات.
وأوضحت الصحيفة أن تنفيذ القرار “قد يكون إشارة على صدق روسيا برغبتها في إنهاء القتال في سوريا”، إلا أن المحللين حذروا من أن الإعلان لن يكون له أثر كبير على إنهاء الضربات الروسية ضد مناطق الثوار في سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا بدأت بالقصف العام الماضي، بالهدف المعلن بـ”تدمير التنظيمات الإرهابية” في سوريا حسب مزاعمها.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة تعطي دفعة إيجابية لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، والتي انطلقت بعد النجاح غير المتوقع لهدنة وقف إطلاق النار.
وأشارت الصحيفة إلى اتهامات الغرب والمنظمات الحقوقية للقوات الروسية بقتل مئات المدنيين في غارات جوية، بما في ذلك قصف عدة مستشفيات.
ورأت الصحيفة، نقلا عن مايكل هورويتز، المحلل الأمني مع مجموعة “ليفنتاين”، قوله إن “السؤال الآن هو مدة الانسحاب، وما يعنيه بوتين بالمكون الرئيس للجيش الروسي في سوريا”، موضحا أنه “إذا لم يكن يعني المكون الجوي، وإذا استغرق الانسحاب شهورا، فإن هذا لن يغير شيئا على الأرض”.
ولفتت “التليجراف” إلى أن بوتين قد ناقش”الانسحاب الجزئي”، باتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حين أكد البيت الأبيض أن الزعيمين ناقشا الخطوات القادمة لحل النزاع، بينما أصر أوباما أن هناك حاجة لـ”حل سياسي”.
يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه الولايات المتحدة إنها لم تتلق إيعازا بهذه الخطوة، وقال المسؤولون إنهم لم يروا مؤشرات على الأرض بأن القوات الروسية بدأت تستعد للانسحاب. وأصدر البيض الأبيض ردا حذرا على إعلان بوتين، قائلا إنه سينتظر “حتى يرى تماما النوايا الروسية”، حسب ما نقلت “التلغراف”.
و يشار إلى أن القوات الروسية كانت قد نشرت ما يقارب 4000 رجل، من بينهم طيارون ودعم وقوات بحرية، ومع أن الكرملين لم يعترف رسميا بعد، فإن هناك دليلا على أن المدفعية الروسية ما زالت نشطة في الحملة.
السابق بوست
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك