وكالة أنباء موريتانية مستقلة

الرسوم المتحركة تخطف أطفال موريتانيا

ثيرة هي الدراسات العالمية التي تؤكّد تأثير أفلام ومسلسلات الكرتون (الرسوم المتحرّكة) على الأطفال ونموّهم. خلال سنواتهم الأولى، توجّه تلك البرامج المصوّرة سلوكهم، لا سيما مع انتقال أبطالها من التلفزيون إلى الألعاب الالكترونية بالإضافة إلى انتشار صور هؤلاء الأبطال على الملابس والزينة والسكاكر وغيرها.

المجتمع الموريتاني لا يختلف عن المجتمعات الأخرى، لا سيّما نتيجة التحوّلات التي طرأت عليه من انشغال الأهل وانشغال الأطفال بالتلفزيون والأجهزة الإلكترونية من دون حسيب ولا رقيب واندثار حكايات الجدات المليئة بالعبر والحكم وغير ذلك. فاستأثرت أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة بعقول الصغار، وباتت تحقق نسب مشاهدات منقطعة النظير بينهم، إذ تعلّقوا بها.

وأفلام ومسلسلات اليوم لم تعد بريئة، بل تتضمّن عنفاً ومكراً وخداعاً وقتالاً، بالإضافة إلى أنّها تبثّ مفاهيم وقيماً غريبة عن مجتمعاتنا العربية. تقول سعاد بنت سيدي محمد (32 عاماً) وهي مدرّسة، إنّ “الأسر اعتادت ترك أطفالها أمام أفلام الكرتون من دون مراقبة، ما يجعل هؤلاء يشاهدون ما لا يتناسب مع أعمارهم، فيصطدمون بمفاهيم غير مستحبّة”. تضيف: “الأسر تظنّ أنّ أبناءها في مأمن وهم يشاهدون الكرتون على التلفزيون أو الحاسوب، وأنّهم يستمتعون بأوقات فراغهم بمشاهدة فلاشات تعليمية وتثقيفية. وما دامت تلك الأفلام بألوانها وموسيقاها تجذب لطفل وتبقيه هادئاً، فهي مقبولة ولا اعتراض عليها”.

وإذ تشير بنت سيدي محمد إلى أنّ “تلك الأفلام، كثير منها لا يصلح لمن هم دون الثامنة عشرة، في حين لا تخلو من العنف والإساءة”، تسأل: “كيف نشتكي من شغب الأطفال وكثرة مشاكلهم وتقليدهم للغرب، وكل ما يتابعون لا يقدّم لهم سوى العنف والإثارة المصطنعة والشخصيات الوهمية”؟ وتؤكّد أنّه “لو خصص الآباء قليلاً من وقتهم لمتابعة ما يشاهده أبناؤهم، لاكتشفوا المستوى المتدني لمحتوى معظم تلك الأفلام التي يسعى الأطفال إلى تقليد أبطالها الأشرار”.العربي الجديد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي