تعرض اليوم، إيران، فيلمًا يتناول حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجسد شخص خاتم الأنبياء بالصوت والصورة، متحدية بذلك مشاعر أهل «السنة» البالغ عددهم نحو 1.5 مليار والذين يحرمون ذلك التجسيد، بينما يبيحه الشيعة.
جدد الأزهر الشريف رفضه واعتراضه على تجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الدرامية والفنية؛ وذلك لمكانتهم التي لا ينبغي أن تُمسَّ بأيِّ صورة في الوجدان الديني، معتبرًا تجسيد شخصياتهم في هذه الأعمال يعد انتقاصا من هذه المكانة الروحية التي يجب الحفاظ عليها.
وأكد الأزهر رفضه لتجسيد النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفيلم الإيراني «محمد رسول الله»، مضيفًا أن «رفض تجسيد الأنبياء لا يقتصر على منع إظهار وجوههم بشكل واضح في هذه الأعمال، ولكن تجسيد الأنبياء صوتًا أو صورة أو كليهما في الأعمال الدرامية والفنية أمر مرفوض لأنه ينزل بمكانة الأنبياء من عليائها وكمالها الأخلاقي ومقامها العالي في القلوب والنفوس إلى ما هو أدنى بالضرورة».
وذكر الأزهر الشريف، الجميع بأنه ليس جهة منع للأعمال الفنية، لكنه مطالب بإبداء الرأي المستند إلى الشرع الحنيف في مثل هذه الأعمال، أما قرارات المنع والإجازة فهى مسئولية جهات أخرى.
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن تجسيد شخصية الأنبياء والرسل فى الأعمال الفنية أو الدارمية أمر مخالف للشريعة الإسلامية.
بدوره، طالب الدكتور محمود مهنا عضو مجمع البحوث الإسلامية، بمنع عرض الفيلم؛ مؤكدًا أنه يخالف الشريعة الإسلامية، مشددًا على أن الأنبياء معصومون من الخطأ، ولا يجوز تمثيلهم؛ لأنهم قاموا بمعجزات فهل يستطيع الممثل أن يؤدى هذه المعجزات؟.
من جهته، أكد الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر، أنه لا يجوز تجسيد الأنبياء والصحابة في صورة أشخاص، مشيرًا إلى أن ذلك يعد استهانة بمشاعر المسلمين، وتعاليم الدين الحنيف، موضحًا أن تجسيد الأنبياء في صورة أشخاص انتقاص لمكانتهم القدسية؛ مما يجعلهم عرضة للطعن.
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك مبدأ فى الأزهر يقف ضد تجسيد الأنبياء في الأفلام والأعمال الفنية.
وتابع: إن الإسلام توجد به مصدران لاستخلاص الشريعة وهما القرآن والسنة ونأخذ منها مبادئنا ولا يمكن أن نخالف ما جاء بهما ونسمح بأن تطبع صورة النبي فى أذهان الناس وترتبط بشخص معين مثل ما حدث مع شخصية صلاح الدين التى ارتبطت صورته بالفنان أحمد مظهر، مشددًا على أن الدستور ينص على أن الأزهر هيئة مستقلة تختص فى الأمور الدينية الإسلامية، مشيرًا إلى هذا الدستور كفل له الحق فى إبداء الرأى والاعتراض على ما تجده مخالفًا للشريعة.
من جانبه، استنكر الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إعلان إيران عرض الفيلم اليوم، موضحًا أنه لا يجوز تجسيد الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة، مشيرًا إلى أن حكم الأزهر بمنع أي أفلام يصدر عن دراسة واقتناع.
وأوضح النجار أن فكرة الإمامة في المذاهب الدينية الشيعية تطيح بهيبة الأنبياء، مشيرًا إلى أن المغالطات التاريخية والتدليس الذي تحتوي عليها الأفلام التي تقدمها هذه الدول، تؤكد أنهم قد يدلسون الدين أيضًا.
أما الشيخ عبد العزيز النجار، مدير عام شئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، فوصف الفتاوى التي تجيز تجسيد الأنبياء والشخصيات الدينية في الأعمال الدرامية بأنها تسعى لـ«إثارة الفتنة»، مؤكدًا أنه رغم إصرار البعض على مشاهدة مثل تلك الأفلام، إلا أن مجمع البحوث الإسلامية سيظل يؤكد تحريمها.
واشار إلى أن مجمع البحوث الإسلامية حرم تجسيد الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة، ولذلك لا يجوز لفرد أن يحلل ما حرمه جماعة من الفقهاء، مضيفًا: «من يقول إن ذلك جائز فهذا رأيه وهو حر فيه، ولا يستطيع فرضه على المجتمع».
وشدد عبد العزيز، على ضرورة طرح بدائل للأفلام التي ينتجها لنا الغرب، والتي يجسد فيها الأنبياء، ومن بينها دخول الجمعيات الخيرية بإنتاج الأعمال التاريخية بأسلوب صحيح.
بينما الدكتور أحمد عجيبة، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، انتقد ما قامت به السينما الإيرانية من إنتاج فيلم يجسد حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن موقف المجلس شأنه شأن الأزهر الشريف وهو عدم جواز تجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الدرامية.
من جانبه، أكد الدكتور سالم عبد الجليل، أستاذ الثقافة الإسلامية، ووكيل وزارة الأوقاف سابقا، أن تجسيد الفيلم الإيرانيين لشخصة النبي الكريم تقليل من منزلة الرسول، ونيل من قدسيته، منوهًا بأنه حذر من ذلك عندما جسدوا شخصيتي سيدنا عمر بن الخطاب ونوح عليه وسلم”.
وفي الإطار نفسه، أدان الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عرض السينما الإيرانية الفيلم المجسد لشخصية الرسول، مشيرًا إلى أنه لا يجوز بشتى الطرق الإقدام على مثل هذا العمل مهما كان مقصده، مؤكدًا أنه لا يوجد شخص مهما كانت مكانته يستطيع أن يتقمص شخصية سيد الخلق.
ونوه كريمة بأن موقف الأزهر تجاه مثل هذه الأعمال الدرامية ثابت منذ الستينيات وهو تحريم تجسيد وتمثيل شخصيات الأنبياء والرسل بإجماع الفقهاء، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون هناك وقفة جادة من الجميع ضد هذا العمل الدرامي.
وتأييدًا للأزهر، أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، أنه «لا يجوز شرعا تجسيد الأنبياء بأي حال من الأحوال”، قائلا: “من من البشر يستطيع أن يجسد دور النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الأنبياء عامة».
من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الشريعة الإسلامية، إن «علماء الإسلام أجمعوا على حرمة تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية أو الفنية لعصمتهم من الذنوب والخطايا، ولهذا فلا يجوز بحال من الأحوال تمثيلهم أو تجسيدهم في أعمال فنية سواء درامية أو غيرها، وذلك لأن الله اصطفاهم من بين سائر الخلق».
ولفت إلى أن الذين يمثلون أدوار الأنبياء ويتقمصون شخصيتهم ويشبهون أنفسهم بالأنبياء والرسل، فهذا في حد ذاته استهزاء بشأنهم واستخفاف بهم.
واستطرد أستاذ الشريعة: أن “الذين يمثلون أدوارهم ليسوا على النحو الذي كان عليه الأنبياء والرسل من التقوى والصلاح ومرضاة الله سبحانه وتعالى”.
بدوره، أكد الدكتور رشاد حسن خليل، عميد كلية الشريعة السابق، أن “تجسيد الأنبياء والرسل في أعمال درامية حرام، مشيرًا إلى أن «شخصية النبي أو الرسول فوق مستوى المساس، فهم معصومون من الخطأ».
وقال خليل إن «الممثل الذي يقوم بهذا العمل لا يبتغي به وجه الله وإنما هدفه تحقيق مكسب مادي فقط وهذا هو الذنب الأكبر، كما قال تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».
وأضاف عميد كلية الشريعة السابق، أن الممثل مهما كان خلقه أو سلوكه فهو بشر يُخطئ فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقوم بدور نبي أو رسول ويتحدث بلسانه.
القادم بوست
اترك رد
إلغاء الرد
الإيرانيون مهما أدعو بأنهم مسلمون فهم زناقة وليسوا في الإسلام من شيء فمعظمهم صفوية والبقية صهاينة. فهل نتوقع من مثل هؤلاء أي خير لخدمة الإسلام والمسلمين ؟.أعتقد أن السؤال ليس واردا أصلا. نرجو الله أن يدمرهم ومن جاملهم ومن سار في فلكهم.