كشفت تقارير صحفية أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب «استقبل بحرارة» السفير الروسي في الولايات المتحدة سيرجي كيسلياك خلال حفل استقبال لكبار الشخصيات قبل إلقاء خطاب عن السياسة الخارجية خلال حملته الرئاسية في 27 أبريل/نيسان 2016، ويأتي ذلك ضمن حلقة جديدة في مسلسل ادعاءات علاقة الرئيس الأمريكي بروسيا.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن ترامب دعا في خطابه ذلك إلى «تخفيف التوتر وتحسين العلاقات مع روسيا»، وذلك قبل أن يلتقي في حفل الاستقبال الذي أقامته مجلة «المصلحة الوطنية» التي تعنى بالسياسة الخارجية، كبار الشخصيات من بينهم السفير الروسي كيسلياك وثلاثة من سفراء الدول الأجنبية الأخرى الذين شاركوا في الحفل.
و أكد مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية ل«ديلي ميل أون لاين» البريطانية أن كيسلياك وترامب كانا من الضيوف في حفل الاستقبال، الذي استضافته مجلة السياسة الخارجية وان ترامب بقي في الحفل لمدة «خمس دقائق فقط».
وكان ترامب يرفض على الدوام الاعتراف بأي شكل من التواصل بينه وبين روسيا، وكان آخر تأكيد جاء على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز التي قالت «إن ترامب ليس لديه أي تفاعل مع المسؤولين الروس حين كان مرشحاً للرئاسة»، و ذلك في حديث للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الجمعة الماضية للتعليق على فضيحة الكشف عن علاقة ما بين وزير العدل جيف شيسنز، لكن ساندرز تراجعت امس وقالت إن «ترامب كان في حفل الاستقبال لمدة خمس دقائق وبعد ذلك ذهب على الفور إلى منصة لتقديم كلمته»، واوضحت» لا نتذكر من الذي صافحه في حفل الاستقبال، ولم نكن مسؤولين عن الدعوات أو فحص الضيوف»، وان ترامب اكتفى بالحضور وتقديم كلمته فقط.
وفي سياق متصل ظهر على نحو مفاجئ الضابط السابق في المخابرات البريطانية MI6 كريستوفر ستيل في لندن بعد ما يقرب من شهرين قضاهما مختفياً عن الأنظار، بعد كشفه النقاب عما بات يعرف ب«الملف القذر » الذي ابتدر تفجير تفاصيل العلاقة بين ترامب ومسؤولين في حملته مع روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، وهو الملف الذي أحدث ضجة مازالت فصولها متواصلة، وقتل بسببه أحد كبار المسؤولين الروس الذي كان وسيطاً في الحصول على تفاصيل معلومات الملف القذر، ما قاد الجاسوس كريس للاختفاء عن الأنظار بشكل كامل قبل ظهوره أمس في لندن.
قال الجاسوس السابق متحدثا خارج مكاتب شركته في بلجرافيا: «أنا سعيد حقاً أن أعود إلى هنا مرة أخرى و العمل في مكاتبنا في أوربيس لندن»، مقدما شكره الحار لكل من أرسل رسائل داعمة على مدى الأسابيع الماضية، قبل أن يضع خطا تحت القضية التي فجرها، وقال للصحفيين«أضيف، أنني لن اقدم أي بيانات أخرى أو تعليقات في هذا الوقت». موضحا «أنا الآن على وشك أن أركز جهودي على دعم المصالح الأوسع لشركتنا هنا في لندن».
وكان استيل الذي عمل جاسوساً لبريطانيا في موسكو لمدة 20 سنة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قبل أن يتقاعد ويؤسس شركة للتحقيقات الأمنية فجر من خلالها قضية فساد الفيفا وأخيرا الملف القذر لترامب الذي كشف من خلاله أن روسيا تمسك بملفات قذرة تبتز بها الرئيس الأمريكي الجديد حصلت عليها خلال زيارته إلى موسكو عام 2013.