10 يوليو 1978 أول انقلاب في موريتانيا يطيح بأول حكم مدني

حكم المختار ولد داداه موريتانيا في الفترة ما بين 1957 إلى أن أطاح به انقلاب عسكري في 10 يوليو 1978 ليخلفه في الحكم المصطفي ولد محمد السالك.
ويعد ولد داداه رئيس موريتانيا الاول وأحد أبرز وجوها السياسية الحديثة،ولد الختار ولد داداه في 1924 في بوتلميت ودرس بها الابتدائية بعد ذلك سافر إلى فرنسا ودرس بها حيث حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1948، ثم تابع دراسته في الحقوق في إحدى الكليات الباريسية حتى حصل على شهادة المحاماة، فكان أول موريتاني يعود إلى بلاده حاملا شهادة جامعية وانتسب إلى الاتحاد التقدمي الموريتاني الذي تأسس عام 1948، ويعد هذا الحزب ذو الاتجاه المعتدل أكثر الأحزاب الموريتانية قربا من الإدارة الفرنسية.
عين ولد داداه رئيسا لمجلسه التنفيذي عام 1958 ،وقد عرفت الساحة السياسية الموريتانية في نهاية الخمسينيات تنافسا حادا بين دعاة الانضمام إلى المغرب مثله “حزب الوئام بزعامة أحمدو ولد حرمة ولد بابانه أول نائب موريتاني في البرلمان الفرنسي”، وبين دعاة الانضمام لكونفدرالية غرب أفريقيا مثل”العناصر الزنجية الموريتانية” فوقف ولد داداه في وجه الاتجاهين رافعا شعار «موريتانيا همزة وصل بين العالمين العربي والأفريقي».
وفي 1959أسس المختار حزبا جديدا عرف باسم حزب التجمع الموريتاني الذي خاض انتخابات محلية أدت نتائجها إلى تعيينه رئيسا للوزراء في حكومة تحت الاستعمار الفرنسي فأسس أول دولة موريتانية حديثة وبدأ تشيد مدينة أنواكشوط في1957 وفي 28 نوفمبر1960 عين رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية التي نالت في هذا التاريخ استقلالها عن فرنسا وقد طالبت المملكة المغربية بموريتانيا منذ نهاية الخمسينيات،وقد وقف ولد داداه في وجه تلك المطالبات ولم يعترف المغرب بموريتانيا دولة مستقلة إلا في عام 1969، وفي 14 سبتمبر 1970 عقدت قمة أنواذيبو التي استمرت ساعات قليلة استضافها المختار ولد داداه وحضرها ملك المغرب الحسن الثاني والرئيس الجزائري هواري بومدين فأكدوا على ضرورة إنهاء وتصفية الاستعمار الإسباني من الصحراء وبعد خمس سنوات من لقاء أنواذيبو تقاسمت موريتانيا الإقليم الصحراوي مع المغرب بموجب الاتفاق الثلاثي الإسباني المغربي الموريتاني الموقع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 1975، وينص على خروج إسبانيا من الصحراء وتقسيمها بين الدولتين “الساقية الحمراء للمغرب ووادي الذهب لموريتانيا”.
وتحالفت موريتانيا مع المغرب عسكريا ودبلوماسيا في مواجهة البوليساريو وحليفتها الجزائر، فركزت جبهة البوليساريو هجماتها العسكرية على موريتانيا بوصفها الحلقة الأضعف في الصراع، واستطاعت قواتها أن تتابع الضربات تلو الأخري حتى هاجمت العاصمة أنواكشوط في يوليو 1977 وقد أعطت استراتيجية البوليساريو العسكرية نتيجتها حيث دخل نظام المختار ولد داداه في أزمة اقتصادية وأمنية خانقة دفعت بالجيش الموريتاني إلى الإطاحة بحكمه في 10 يوليو 1978.
وتم اعتقاله 14 شهرا في سجون مدينة ولاته شرقي موريتانيا وفي 3 أكتوبر1979 أخرج ولد داداه من السجن لتدهور صحته لينقل إلى فرنسا للعلاج بعدها اختار الإقامة في تونس أولا ليقيم بعدذلك في مدينة نيس على ساحل البحر المتوسط بفرنسا إلى أن عاد من منفاه الفرنسي إلى موريتانيا في 17 يوليو 2001 مقررا الإقامة في بلده وقد بلغ به الضعف مبلغا كبيرا.
اتصف ولد داداه بالبساطة والابتعاد عن المظاهر السلطوية وقدعاش وهو رئيس في منزل بسيط لا يتعدي ثلاثة غرف كما اشتهر بدبلوماسيته الهادئة والفعالة خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء وكان قد ترأس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1971.
ومما يذكر أنه لم يتأثر عندما أعلمه الحسن الثاني بالتخطيط للانقلاب عليه قبل ستة أشهر من وقوعه، ولا بإشعار الرئيس الزائيري موبوتو له في فبراير 1978 فترك الأمور تسير على طبيعتها حتى وقع الانقلاب وأطاح به في 10 يوليو 1978.

10 يوليو1978
Comments (0)
Add Comment