صوت السينما الوحيد بموريتانيا

شهدت التظاهرة السينمائية الوحيدة في موريتانيا -قبل أن يسدل عليها الستار مساء الثلاثاء- حضورا قويا هذا العام لمخرجين موريتانيين شباب قدموا محاولات جريئة تناولت ما يرونه هموما وتحديات يواجهها الجيل الصاعد وفوارق اجتماعية وعرقية يحلمون بتكسيرها.
وافتتح المهرجان الذي استمر أربعة أيام بعرض فيلم “تيتا.. بائعة النعناع” لمخرجه سالم دندو، وهو أول فيلم موريتاني طويل يتم إنتاجه دون الاستعانة بطواقم أجنبية.
ويحكي الفيلم -الذي أنتج بدعم من وزارة الثقافة الموريتانية- معاناة شابة خرساء تعيش أسرتها أوضاعا اقتصادية واجتماعية مضطربة، وتحاول الفتاة الهرب من ذلك الواقع الصعب عبر احتراف التصوير.
أما أكثر الأفلام إثارة للجدل في هذه النسخة فهو فيلم “الإرهابي” لمخرجه سيدي محمد ولد الشيكر، وهو يعالج قضية التطرف وجذوره عبر عرض مسار لشاب يسقط في حبال التطرف الديني في إحدى “المحاظر”في الريف والتي ألحقته بها أسرته لتصحيح مساره الدراسي بعدما عانى من الانحراف في المدينة.
ويقول مخرج الفيلم إن هذه الرؤية ما كانت لتتمكن من العبور إلى الجمهور لولا مساحة الفرجة التي يخلقها هذا المهرجان، النافذة الوحيدة على عالم الفن السابع في مدينة تعيش من دون دور للعرض أو الإنتاج السينمائي.
ويؤكد ولد الشيكر -وهو مخرج مساعد لفيلم عبد الرحمن سيساغو “تمبكتو.. شجن الطيور” الذي نافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية- أن استمرارية المهرجان خلال السنوات العشر الماضية شجعت جيلا من المخرجين الشباب على ولوج عالم السينما واستخدام لغة الصورة للتعبير عن آراء ومقاربات لا تجد لها مساحة في مجالات أخرى.
بالنسبة لمدير المهرجان محمد ولد إدومو، فإن هذه التظاهرة استطاعت أن تحقق إنجازين مهمين: أولهما الإقبال المتزايد من طرف الشباب على إنتاج أفلام قصيرة. كما أن نوعية هذه الأفلام باتت في تحسن مطرد، بحسب ولد إدومو الذي يتوقع إنتاجا سينمائيا أكثر احترافا، وحضورا أكبر لموريتانيا في مهرجانات السينما العالمية في السنوات القادمة.

السينماالوحيدبموريتانياصوت
Comments (0)
Add Comment