وسط حرب نفسية ودعايات مسطيرة تعيش العاصمة الموريتانية أنواكشوط جدلا واسعا بين المعارضة والموالاة ،ويحمل كل من الحزب الموريتاني الحاكم وحزب المعارضة الرئيسي الآخر مسؤولية الفشل في إجراء حوار يخرج البلاد من الأزمة التي دخلت عامها السادس.
وبعد أيام من دعوة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز المعارضة إلى حوار ورفض الأخيرة ، حمل حزب المعارضة الرئيسي تكتل القوى الديموقراطية بزعامة احمد ولد داداه على السلطات وقدم مكتبه التنفيذي لوحة قاتمة لكافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وأكد خلالها أن الوحدة الوطنية في موريتانيا أصبحت مهددة وتعاني من التصدع والاختلال .
وقال الحزب الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة إن الوضع الحالي في البلاد يعود لما أسماه استخفاف محمد ولد عبد العزيز بالشأن العام ، وفق تعبيره.
وأشار الحزب إلى وجود فساد مستشر بسبب انعدام تكافؤ الفرص وغياب العدالة ، واعتبر الحزب أن الانسجام والتماسك بين مكونات الشعب الموريتاني يزداد يوما بعد يوم، وتتسع الفرقة والاحتقان بين المكونات العرقية والاجتماعية حتى أصبحت الدعوات إلى تشرذم البلاد وتمزيقها وحمل السلاح ضد الدولة شعارات مألوفة تتكرر على مرآي ومسمع من الجميع.
وأرجع الحزب ما تعانيه البلاد اليوم الى رفض الحكومة الاستجابة لمطالبه حول قضية الوحدة الوطنية بجوانبها المختلفة.
من جانبه حمل الاتحاد من أجل الجمهورية “الحزب الحاكم “بشدة على مزاعم المعارضة وتساءل الحزب في بيان نشره اليوم في أنواكشوط عن سبب رفض المعارضة للحوار.
وأبدى الحزب الذي يتزعمه سيدي محمد ولد محم استغرابه من رفض الحوار ، وقال كلما كانت بوصلة الوضع السياسي الداخلي تتجه نحو الحديث عن الحوار، بدأت هذه القوى المعزولة سياسيا وديمقراطيا وشعبيا في تحريك عجلة التشكيك في قدرة الموريتانيين على الجلوس حول طاولة واحدة لبحث شؤونهم بمنطق الحوار والتعاطي السياسي البناء، بعيدا عن لغة التشنج والتأزيم والقيل والقال، وعن المحاولات اليائسة لتقزيم النجاحات والإنجازات التنموية والسياسية والدبلوماسية الشاهدة التي حققتها بلادنا في السنوات القليلة الماضية، بإرادة القيادة السياسية القوية، وبتحالف والتفاف الأغلبية الساحقة من القوى الشعبية والنخبوية الفاعلة حول مشروع مجتمع موريتاني حديث نال ثقتها بامتياز، فانبرت تواجه كل العوائق التي تقف في وجه تجسيده.
واتهم”الحزب الحاكم” المعارضة بالنرجسية والتعالي ، وقال إن الأدهى والأمر من هذا وذاك، هو أن الجهات التي تدعي أنها صاحبة السبق ومالكة زمام النضال الديمقراطي بتقادم تجربتها في صفوف المعارضة، هي في الواقع مجرد قوى مفردة وشريدة خارج حلبة الفعل السياسي المدعوم بمصداقية التمثيل الشعبي، وبالمرجعية الديمقراطية المؤسسة على استحقاق الانتخاب، لا على أساس منطق الرفض وسياسة التخوين والتشكيك والهروب الدائم إلى الأمام.
وتساءل الحزب عن ما وصفه بمزاعم المعارضة حول ضعف الوحدة ، قائلا إن المعارضة تتحامل بشكل أعمى على الأشخاص قبل المؤسسات السيادية وتسعى لإقناع الموريتانيين بأن وحدتهم الوطنية ممزقة وأن نسيجهم الاجتماعي متشرذم، في الوقت الذي تشهد فيه موريتانيا المزيد من التماسك والاستقرار والنمو في محيط عربي وإفريقي ـ مباشر ـ ودولي ـ غير مباشر ـ سمته الاضطرابات والحروب الأهلية، وانتشار الإرهاب والعنف السياسي.