أمس ظهر فصل جديد من فصول انحشار السفير الأمريكي في نواكشوط، لاري أندريه، في عمق الشأن الموريتاني، فقد تم تداول صور لهذا السفير الذي رقص في الحفلات وزار جميع الولايات، وهو فيها يغسل الصحون ويوزع وجبات الإفطار على الصائمين.
لم تفت هذه الصرعة الجديدة من صرعات السفير على المغردين والمدونين الذين اتخذوها مادة للسخرية والاستغراب، فهذا السفير، حسب المغردين، غير واضح وله مآرب في هذه التصرفات تستحق المتابعة والاستكناه.
تابعت عدسة المدون الفاضل محمد الأمين، أمس، سعادة السفير وهو مشمر عن منكبيه يغسل الصحون في حفلة إفطار شعبية حضرها السفير، ولم يملك نفسه حتى انبرى يغسل صحونها.
علق المدون مستغربا على الصورة قائلا «هذا الذي يغسل الصحون ويوزع بنفسه الإفطار على الصائمين في العشر الأواخر من رمضان ليس وزير التوجيه الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ولا هو رئيس رابطة علماء موريتانيا، ولا هو رئيس هيئة الفتوى والمظالم، ولا برئيس المجلس الإسلامي الأعلى، إنه ليس أحد أولئك، بل إنه سفير أمريكا في بلادنا، إنه المدعو «لاري اندريه»، والذي من المؤكد بأنه لم يفعل هذا لوجه الله، ولا من أجل موريتانيا، وإنما فعله ليتغلغل أكثر في هذا البلد الطيب، وذلك حتى يسهل عليه تنفيذ ما يخطط له».
وابتهل المدون إلى الله قائلا «اللهم احفظ بلادنا من شرور هذا السفير المبدع في «فعل الخير»، وجنبها مخاطر تقصير وزرائها وموظفيها، والذين تركوا مثل هذه الفجوات لمثل هذا السفير الماكر لكي يستغلها أسوأ استغلال».
نالت هذه الصورة وتعليقها المصاحب لها آلاف اللايكات وجرى تداولها على أوسع نطاق.
واكتفى مصطفى يحيى بابا بالتعليق عليها قائلا «غسل السفير للصحون لن ينسينا سجناءنا المنسيين في غوانتنامو».
وتمثل المدون الحسن لحبيب ببيت قديم من الشعر مفاده أن السفير يفعل ما يشاء فالجو خال له: «خلا لك الجو فبيضي واصفري**ونقري ما شئت أن تنقري».
وتساءل عبد الله ولد مناه قائلا « أنا لا أفهم لماذا تتغاضى الحكومة الموريتانية عن ممارسات هذا الدجال الأمريكي ؟».
أما دهان مولاي أحمد فعلق قائلا « هذا السفير تصرفاته غير واضحة».
وعلق محمد الشيخ بن اسويدات ساخرا بقوله «قريبا تجدونه إماما وخطيبا في أحد المساجد».
وتدخلت المغردة سارة السارة لتقول «ما بالكم تسيئون الظن..نعم..نحن أعداء لأمريكا وسياستها ولكنكم نسيتم أن فيهم بعض الناس الذين يحبون فعل الخير».
وكان تعليق سيدي محمدي بذيئا فقد كتب «هذا الكلب ينفذ أمرا غير مفهوم».
وأعاد أحمدو محمدو للأذهان أدوارا سابقة لعبها السفير لاري في السودان فعلق يقول «كل هذا قام به السفير في السودان عندما كان سفيرا هناك، لكنه في الأخير فعل فعلته».
وعلقت حياتي محمد الأمين قائلة «إن كان السفير يحب الخير فاهده للإسلام وإن كان يسعى للشر فلا تمكنه يا رب..»
ويجزم المدون فال سيدي أن «السفير لم يفعل هذا لوجه الله وإنما فعله من أجل التوغل في وطننا العزيز، اللهم أحفظه من كيد الخائنين والملاحدة».
وكان السفير الأمريكي قد أزعج الكثيرين أحزابا ومنظمات مجتمعية منذ بدأ عمله أواخر العام المنصرم بأنشطة مكثفة مريبة بدأت بأكل اللحم المشوي في المطاعم الشعبية، مرورا بلبس الزي الموريتاني من الفضفاضة «الدراعة» للثام، وانتهت بدس الأنف في أخطر ملف حقوقي في موريتانيا هو ملف الرق.
وسبق لحزب الصواب الموريتاني (البعث) أن اشتكى من تصرفات السفير الأمريكي، حيث أكد في بيان سابق له «أن سوابق هذا (الدبلوماسي) معروفة وآخرها في دولة السودان الشقيقة التي عمل فيها ممثلا لـ» هيئة السلام العالمية في السنوات القليلة التي سبقت تقسيمها وشرذمتها».
المصدر «القدس العربي»