أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي ستتواصل في فيينا اليوم، مبدداً تكهنات باتفاق وشيك. وقالت: «المفاوضات ستستمر غداً أي اليوم. وبإذن الله سنحصل على أنباء طيبة». وكتب وزير الخارجية الإيراني على موقع «تويتر»: إذا أُبرِم اتفاق نووي، سيعني انتصار الديبلوماسية، نصرنا جميعاً، في وقت كان ممكناً أن نخسر».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست امس إن المفاوضين أحرزوا «تقدما حقيقيا» في المحادثات المتواصلة حول برنامج إيران النووي ولكن اذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فإن الاتفاق المؤقت سيظل ساريا. وأضاف أن فريق التفاوض الأميركي سيظل في فيينا ما دامت المحادثات مفيدة موضحا أن قائمة الخلافات تضاءلت لكن بعض النقاط الصعبة لا تزال من دون حل.
وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن مصدر إيراني إن «الاحتمال ضئيل» للتوصل إلى اتفاق، فيما أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء بأن وزراء خارجية إيران والدول الست سيعقدون اجتماعاً «مهماً» مساء أمس، قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة لإبرام اتفاق. لكن ديبلوماسياً إيرانياً ومسؤولين غربيين استبعدوا فيما بعد عقد الاجتماع الوزاري.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي التقى ظريف، فتحدث عن «فرصة» لإعلان صفقة أمس، فيما لفت عباس عراقجي، نائب ظريف، إلى «قضايا لم تُسوّ بعد». واجتمع ظريف أيضاً مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي نبّه إلى أن «أي اتفاق لا يمكن أن يكون مثالياً»، مستدركاً أن «الظروف متوافرة لإبرام اتفاق جيد».
وعقد لافروف ووانغ ونظراؤهما الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير والأوروبية فيديريكا موغيريني، جلسة محادثات أمس، غاب عنها الوزير البريطاني فيليب هاموند. كما عقد كيري وموغيريني جولة مفاوضات مع ظريف.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسيين إن طرفَي المفاوضات ما زالا مختلفين في شأن تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني، وتفتيش مواقعها العسكرية، إضافة إلى مطالبة طهران برفع حظر فرضه مجلس الأمن على تسلّحها، وبألا يتضمن أي قرار يصدره المجلس لإقرار اتفاق، أن النشاطات النووية الإيرانية غير مشروعة.
في غضون ذلك، أعلن والي طهران حسين هاشمي اكتمال الاستعدادات للاحتفال باتفاق محتمل. وقال: «نؤيد ابتهاجاً شعبياً بنجاح المفاوضين النوويين». واستدرك أن الحكومة لم تعدّ برنامجاً رسمياً للاحتفال في هذا الصدد.و في السياق ذاته، أعلن ناطق باسم الشرطة الإيرانية استعدادها لـ «التعاون» مع الشعب إذا أُبرِم اتفاق، مستدركاً أن «أي احتفالات يجب أن تنسجم مع القانون والقواعد الإسلامية».
وقبل ساعات من التوصل الى الاتفاق الذي يفترض ان يطوي الملف النووي، أعلن المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي حكماً يُلزم الولايات المتحدة بـ «دفع تعويضات لمواطنين ومؤسسات إيرانية، تتعدى 50 بليون دولار». وأضاف: «أي مواطن أو مؤسسة إيرانية ألحقت بها الإدارة الأميركية خسائر، تستطيع تقديم شكوى للقضاء الإيراني، وسيبُتّ فيها. سندرس أي شكوى ضد أميركا، ونناقش ملفات في هذا الصدد».
وكرّرت إسرائيل تنديدها باتفاق محتمل، إذ قال وزير الطاقة يوفال شتاينتز: «ما يجري صوغه، ولو تمكّنا من تحسينه في شكل طفيف خلال السنة الماضية، هو اتفاق سيء، مليء بثغرات. إنهم يبيعون مستقبل العالم، في سبيل إنجاز ديبلوماسي مشكوك فيه الآن».