تستضيف المملكة يومي 28 و 29 محرم 1437ه الموافق 10 و11 نوفمبر الجارى أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية والتي دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في العاصمة الرياض وتهدف القمة إلى تعميق مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الجانبين. وسبق أن عقد وزراء الخارجية في الدول المشاركة في القمة اجتماعاً لهم امس بالرياض لبحث نتائج أعمال الاجتماع التشاوري على مستوى المندوبين الدائمين في جامعة الدول العربية الذي عقد مؤخرا بمقر الجامعة بالقاهرة برئاسة الامارات العربية المتحدة وحضور الأمين العام للجامعة وذلك قبيل انعقاد القمة المقررة يومي 10 و11 نوفمبر. وقال مدير إدارة الأميركتين بالجامعة العربية السفير إبراهيم محيي الدين: إنه سيتم خلال القمة تبني مشروع إعلان الرياض الذي سيصدر عن القمة في دورتها الرابعة، بالإضافة إلى بيان ختامي يتضمن ملخصا لأهم القضايا المعروضة على جدول الأعمال. وأوضح محيي الدين أن مشروع جدول أعمال القمة يتضمن عدداً من القضايا السياسية التي تهم الجانبين وفي مقدمتها القضية الفلسطينية إلى جانب تطورات الأوضاع في سورية واليمن وليبيا وهي القضايا التي يركز عليها الجانب العربي، إلى جانب القضايا التي يركز عليها الجانب الأميركي الجنوبي ومنها قضية جزر المالفينوس المتنازع عليها بين الارجنتين وبريطانيا،إضافة إلى علاقة هذه الدول بالمنظمات الدولية، وقضية الديون كذلك مناقشة العديد من قضايا التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي.و جدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية وصل نهاية عام 2014 إلى 30 مليار دولار بعد أن كان حوالى 6 مليارات دولار عام 2005 عند انطلاق أول قمة عربية مع دول أميركا الجنوبية في البرازيل. القمة الأولى وكانت القمة الأولى قد عقدت في العاصمة البرازيلية برازيليا في 2 ربيع الاخر عام 1426ه الموافق 10 مايو 2005م واستمرت يومين. ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى القمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزيرالخارجية رحمه الله الذي ألقى كلمة المملكة في القمة قائلاً «إن تاريخ العلاقات بين العالم العربي ودول أميركا اللاتينية يعود إلى أكثر من خمس مئة عام حيث بدأ البحارة العرب توافدهم الى هذا الجزء من العالم وعلى امتداد القرن التاسع عشر بلغت موجات الهجرة العربية إلى دول أميركا اللاتينية مستويات مرتفعة حيث تمكنت الجاليات الفلسطينية واللبنانية والسورية بفضل تقبل الشعب البرازيلي ومجتمعات أميركا اللاتينية الأخرى للوافدين العرب وانصهارهم في هذه المجتمعات مما مكن العرب من لعب دور اقتصادي وسياسي هام في هذه المجتمعات». وأكد رحمه الله أهمية معالجة القضايا التنموية والاجتماعية قائلاً «مع كون المملكة العربية السعودية دولة نامية وذات احتياجات مالية متزايدة إلا أنها ساهمت في تمويل جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان النامية إذ بلغ جملة ما قدمته من مساعدات غير مستردة وقروض إنمائية ميسرة عبر القنوات الثنائية ومتعددة الأطراف خلال الثلاثة عقود الماضية حوالى / 83 / مليار دولار تمثل ما نسبته / 4 في المئة / من المتوسط السنوي من إجمالي الناتج المحلي للمملكة في تلك السنوات بما يتجاوز هدف المساعدة الانمائية الرسمية المحددة من قبل الأمم المتحدة وقد استفادت / 73 / دولة نامية في مختلف القارات ومنها قارة أميركا الجنوبية من تلك المساعدات». وأضاف سمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله « قائلاً « لقد أكدت المملكة العربية السعودية في جميع المحافل على أن ظاهرة الإرهاب تعد من أخطر الظواهر التي تعرض لها المجتمع الدولي ولمحاربة هذهالظاهرة التي لا ترتبط بدين ولا وطن ولا جنسية بادرت المملكة إلى الدعوة لعقد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض خلال شهر فبراير الماضى 2005م وصدر عنه العديد من التوصيات المهمة من قبل الأجهزة المختصة وخبراء متمرسين في أعمال مكافحة الإرهاب المشاركة في المؤتمر ومن أبرزها مقترح خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله عندما كان ولياً للعهد لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وقد صدر التقرير النهائي المتضمن هذه التوصيات. مؤكداً أن ثقافة وتراث وحضارة مجتمع من المجتمعات هي المدخل الرئيسي لفهم طبيعة ذلك المجتمع وقد برزت الثقافة كعنصر فعال وجسر للتواصل بين الشعوب وعليه فإن الحاجة تدعو الى تعزيز التعاون الثقافي وذلك عن طريق تبادل البعثات الدراسية والتعاون في مجال التدريب والتقنية بين الطرفين وتكثيف تبادل البرامج الثقافية والتفاعل بين المثقفين مع التأكيد على أهمية التنوع الثقافي لبلداننا بما له من فوائد جمة.فيما عقدت القمة الثانية في العاصمة القطرية الدوحة في 4 ربيع الآخر عام 1430ه الموافق 31 مارس 2009م وقد تم في هذه القمة التوقيع على إعلان مشترك لدول مجلس التعاون الخليجي ودول المجموعة التجارية في أميركا اللاتينية (الميركوسور) بشأن استكمال مفاوضات التجارة الحرة. وأكد الجانبان في بيانهما أن التعاون الاقتصادي بين المجموعيتين لن يقتصر على تعزيز فرص التجارة والاستثمار بينهما فحسب بل سينعكس ايجابا على العلاقات بين الدول العربية ودول امريكا الجنوبية. كما عبرا عن رضاهما عن النمو المتسارع في التبادل التجاري بينهما منذ توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي في عام 2005 وزيادة الاستثمارات المتبادلة والشراكات التجارية بين القطاع الخاص في دول مجلس التعاون الخليجي ودول مجموعة الميركوسور (البرازيل والارجنتين وبراغواي واروغواي). واكدا في بيانهم ضرورة العمل على ايجاد حلول للمواضيع التي مازالت محل بحث في مفاوضات التجارة الحرة بينهما واتفق الجانبان على حث الجهات المختصة لديهما بتكثيف الجهود بهدف الاسراع في استكمال المفاوضات وتوقيع اتفاقية منطقة التجارة الحرة. وأكدت القمة الثانية في ختام أعمالها الحاجة إلى تحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة. كما أكدت أهمية الأمن والاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط والذي يتطلب إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل إضافة إلى أهمية التعاون الإقليمي والدولي لتعزيز مكافحة الإرهاب الدولي ومكافحة المخدرات. وأدان بيان القمة الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره رافضا ربط الإرهاب بشعب أو دين أو عرق أو ثقافة معينة والتشديد على ضرورة التصدي لها. وفي مجال التعاون الثقافي بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية عبر البيان عن ارتياحه للإجراءات التي اتخذت في هذا المجال والتي تم وضع الخطوط العريضة المشتركة للسياسات والأولويات من أجل التعاون الثقافي. وتناول البيان الختامي للقمة في مجال حوار الحضارات الحاجة إلى احترام التنوع الثقافي والديني والحضاري الذي يميز التراث البشري المشترك والتشديد على أن حرية المعتقد تشكل احد الحقوق الأساسية للشعوب. وفي مجال البيئة أكد البيان الهدف المشترك الذي يقوم به الإقليمان بالمحافظة على البيئة وتحقيق تنمية مستدامة والموافقة على تعزيز التعاون في النهوض بالمعرفة والتقنيات في مجال مكافحة التصحر والجفاف. قمة «ليما» أما القمة الثالثة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية فعقدت في مدينة ليما بجمهورية البيرو في الفترة من 15 16 ذي القعدة 1433ه الموافق 1 2 أكتوبر 2012م. وصدر عن قادة الدول المشاركة في ختام أعمال القمة الثالثة «إعلان ليما» الذي أكد ضرورة التوصل لسلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام والقرارات الأخرى ذات الصلة لمجلس الأمن 242 و 338 وإطار مدريد ومبادرة السلام العربية. واتفق قادة الجانبين على أهمية التنفيذ الكامل لخريطة طريق الرباعية الدولية للسلام والحاجة لإعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى بما فيها حقه في تقرير المصير وحق العودة وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة خاصة قرارمجلس الأمن 1515 والوصول لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع اسرائيل في ظل حدود آمنة معترف بها. وطالب إعلان ليما اسرائيل بالانسحاب فوراً من الأراضي العربية المحتلة عام 67 بما فيها الجولان السوري والأراضي اللبنانية وإزالة المستوطنات ووقف الاستيطان. وأكد قادة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية على الالتزام بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها والتقيد بحل سلمي للصراع على الأرض السورية. وادانوا أعمال العنف ضد المدنيين العزل وانتهاكات حقوق الانسان في سورية, مشددين على مسؤولية الحكومة السورية والحاجة لإنهاء العنف بكافة أشكاله, مؤكدين رفض التدخل الأجنبي والحاجة لتلبية متطلبات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والإصلاح السياسي وأهمية مواصلة المجتمع الدولي تقديم المساعدات الانسانية والطبية للشعب السوري. ورحب إعلان ليما الذي صدر في 33 ورقة بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتجمع الميركسور وبين فلسطين وميركسور بالإضافة إلى توسيع العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية والجنوب امريكية في ضوء مبادىء (الاسبا). وطالب الاعلان باقامة مناطق منزوعة السلاح النووي في اي مكان خاصة في المناطق التى بها ترسانات نووية دون مساس بحق الدول في الطاقة النووية للاغراض السلمية، مؤكدين اهمية الوصول لعالمية معاهدة منع الانتشار النووى واهمية التعاون بين الدول العربية ودول اميركا الجنوبية في المحافل الدولية المعنية بنزع السلاح النووي. الدول المشاركة ويشارك في القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية إلى جانب المملكة العربية السعودية الدولة المضيفة كل من.. من الدول العربية: – الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية – مملكة البحرين – جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية – جمهورية جيبوتي – جمهورية مصر العربية – دولة الإمارات العربية المتحدة – جمهورية العراق – المملكة الأردنية الهاشمية – دولة الكويت – الجمهورية اللبنانية – دولة ليبيا – الجمهورية الإسلامية الموريتانية – المملكة المغربية – سلطنة عمان – دولة فلسطين – دولة قطر – جمهورية الصومال – جمهورية السودان – الجمهورية العربية السورية – الجمهورية التونسية – الجمهورية اليمنية ومن دول أميركا الجنوبية كل من: – جمهورية الأرجنتين – دولة بوليفيا المتعددة القوميات – جمهورية البرازيل الاتحادية – جمهورية تشيلي – جمهورية كولومبيا – جمهورية الإكوادور – جمهورية غويانا التعاونية – جمهورية باراغواي – جمهورية بيرو – جمهورية سورينام – جمهورية الاوروغواي الشرقية – جمهورية فنزويلا