العالم يستقبل العام الجديد بألعاب نارية وحشود أمنية ودقيقة إضافية

رغم تفاوت احتفالات العالم بالعام الميلادي الجديد، في كل دولة بحسب توقيتها وموقعها الجغرافي، وعاداتها، وابتكاراتها، والظروف السياسية التي تمر بها، إلا أن تشابهاً واضحاً غلف أسلوب تلك الاحتفالات في بعض الدول، فمن ألعاب نارية وتجمعات جماهيرية ضخمة داخل ساحات عالمية شهيرة، سيطرت عليها المخاوف من حدوث اعتداءات إرهابية، ما دعا سلطات تلك الدول إلى اتخاذ تدابير وإجراءات أمنية مشددة، إلى دول أخرى استقبلت العام الجديد بتفجيرات، من فرط تكرارها أصبحت مناظر دماء الضحايا حدثاً يومياً عادياً، وفيما خيمت ظروف الطقس السيئة من عواصف ثلجية وضباب وأمطار وسيول وفيضانات على احتفالات دول أخرى، استقبلت في المقابل دول أخرى العام الجديد بزلازل وهزات ارتدادية لم تمنع فرحة الناس وأمنياتهم بعام جديد أفضل من العام المنقضي، أو رسائل من قادتها تحمل تطلعات ووعوداً بمستقبل يليق بشعوبهم، بينما استفاد المحتفلون بالعام الجديد حول العالم بثانية إضافية، قبل الانتقال إلى السنة الجديدة، وعليه فإن الدقيقة بين 23.59 و00.00 ت غ ستدوم أطول من المعتاد، «من أجل التوفيق بين الوقت الفلكي غير المنتظم، الناجم عن حركة الأرض، والتوقيت الرسمي الثابت جداً».
ففي سيدني، دشنت أسهم نارية عملاقة احتفالات استقبال العام الجديد في ظل إجراءات أمنية مشددة، بعد عام شهد سلسلة من الاعتداءات الدموية ضد مدنيين، ومن واغادوغو إلى إسطنبول أاورلاندو، وبروكسل، وباريس، ونيس، وبرلين، وبغداد، وغيرها، قائمة طويلة من المدن التي استهدفتها الاعتداءات عام 2016.
وبدأ اليوم الأخير من العام باعتداء انتحاري مزدوج، استهدف سوقاً مزدحماً في وسط بغداد، أوقع عشرات القتلى والجرحى، ورغم كل شيء، شهد مساء السبت حشوداً وتجمعات في شوارع آسيا وإفريقيا وأوروبا، ومن بعدها القارة الأمريكية؛ للاحتفال بالعام الجديد الذي يحمل معه غموضاً سياسياً كبيراً.
بسبب فارق التوقيت، كانت سيدني أولى كبرى المدن التي احتفلت بالسنة الجديدة. فتمام منتصف الليل (13.00 ت غ) شهد مليون ونصف المليون شخص عرضاً ضخماً متنوعاً فوق خليجها ومبنى «أوبرا هاوس». وتخلل الاحتفال تكريم لكبار رحلوا في 2016، وخصوصاً المغني ديفيد بوي، والموسيقي برينس. ونشرت السلطات ألفي شرطي إضافي في سيدني، بعد توقيف رجل «أطلق تهديدات مرتبطة بعيد رأس السنة».
في كل القارات، يبدو الأمن في صلب الاهتمامات. فقد أعلنت جاكرتا أيضاً أنها أفشلت مخططاً لمجموعة مرتبطة بتنظيم «داعش» يهدف لارتكاب اعتداء ليلة عيد الميلاد.
وفي الولايات المتحدة، ذكرت تقييمات أمنية جرى استعراضها أمس الأول الجمعة، أن وكالات الدفاع والأمن الأمريكية قالت، إنها تعتقد أن التهديد المحتمل بوقوع هجمات لمتشددين داخل الولايات المتحدة، خلال عطلة العام الجديد منخفض، لكن احتمال وقوع هجوم «لا يمكن إنكاره».
وفي نيويورك، نشرت السلطات 165 عربة «عازلة»، بينها شاحنات التنظيف في «مواقع استراتيجية»، خصوصاً على مشارف ساحة «تايمز سكوير»؛ لحماية وتأمين أكثر من مليون شخص حضروا الاحتفال التقليدي بحلول العام الجديد.
في برلين، وضعت السلطات كتلاً أسمنتية وعربات مصفحة على الطرق الرئيسية المؤدية إلى بوابة براندبورغ. وفي كولونيا، زادت السلطات عدد عناصر الشرطة المنتشرين بأكثر من الضعف، وذلك بعد عام على موجة الاعتداءات الجنسية التي أثارت صدمة بين سكان المدينة.
أما باريس فعادت إليها أجواء الفرح، مع احتشاد نحو نصف مليون شخص مساء السبت في جادة الشانزيليزيه. لكن الإجراءات الأمنية كانت بحدها الأقصى، مع حشد نحو مئة ألف شرطي ودركي وعسكري في مختلف أنحاء فرنسا.
وللسنة الثانية على التوالي، تم إغلاق الساحة الحمراء في موسكو أمام الجمهور، وسمح فقط لستة آلاف مدعو بدخولها. واعتبر الرئيس فلاديمير بوتين في رسالته التقليدية لمواطنيه أن 2016 كان عاماً «صعباً لكن هذه الصعوبات أتاحت لنا الالتفاف حول بعضنا».
في ريو دي جانيرو من المقرر أن يتجمع نحو مليوني شخص على شاطئ كوباكابانا. لكن، وبسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد، سيتم اختصار مدة عرض الألعاب النارية من 16 إلى 12 دقيقة.
القارة الأمريكية الأخيرة التي يحل فيها العام الجديد، الذي يشهد خصوصاً دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وعبر موقع تويتر، تمنى الرئيس الأمريكي المنتخب عاماً سعيداً «للجميع، وحتى لأعدائي الكثر».
وفي سوريا، ملأت الإعلانات لسهرات ليلة رأس السنة أحياء دمشق القديمة، وتحديداً باب توما. وعلقت اللافتات والإعلانات إلى جانب صور لضحايا مدنيين وعسكريين قضوا خلال سنوات الحرب، التي تسببت بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص.
وفي نيودلهي أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عن مجموعة حوافز للفقراء والمزارعين والنساء والشركات الصغيرة، أمس السبت، في خطاب بمناسبة العام الجديد، دافع فيه أيضاً عن قراره بإلغاء أوراق العملات المالية من الفئة الكبيرة.
أما في بريطانيا، فأثر إضراب جديد لموظفي شركة السكك الحديدية «ساثرن ريلويز» في تنقل نحو 300 ألف من مستخدمي القطارات، التي تربط جنوب إنجلترا بالعاصمة البريطانية؛ حيث أدى الضباب الكثيف إلى إلغاء عشرات الرحلات الجوية.
وتعين على المسافرين في نهاية الأسبوع الأخير من العام، الراغبين في مغادرة لندن أو التوجه إليها، مواجهة اضطراب الأحوال الجوية في المملكة المتحدة وأوروبا عموماً.
وفي مطار غاتويك (جنوب لندن)، أفاد متحدث عن إلغاء «بعض» الرحلات، وتأخر عشرات في المغادرة والوصول؛ بسبب الضباب المنتشر في أوروبا أيضاً.
وفي تركيا اعتقلت السلطات الأمنية أمس، ثمانية أشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم «داعش» الإرهابي، خططوا لهجمات قبل رأس السنة الميلادية، بينما هطلت الأمطار الغزيرة على مرشين في جنوب البلاد، مما تسبب في سيول أسفرت عن مقتل شخصين.
اليابان استقبلت العام الجديد أمس السبت، بزلزال قوته 5.5 درجة بالقرب من الساحل الشرقي لها، على ما أعلن معهد المسح الجيولوجي الأمريكي؛ حيث وقع الزلزال بعد الساعة 5.00 بالتوقيت المحلي (20.00 ت غ الجمعة) على عمق 11 كلم، وعلى بعد 244 كلم شمال شرق طوكيو، فيما استقبلت جارتها الصين العام الجديد، بإطلاق منصة إعلامية عالمية جديدة ليلة رأس السنة؛ لتقديم صورة مختلفة للصين في الخارج. وقال التلفزيون الصيني المركزي عبر موقعه الإلكتروني الجمعة، إن المنصة الجديدة التي ستطلق بلغات متعددة ستتكون من ست قنوات تلفزيونية ووكالة إعلامية جديدة.
أما في تايلاند، فقد دعا ماها فاجيرالونجكورن ملك تايلاند للوحدة، في أول خطاب له بمناسبة العام الجديد، منذ أن تولى العرش خلفاً لوالده الراحل الذي كان ينظر إليه كعنصر ضامن للوحدة خلال عقود من الاضطرابات. وقال الملك في الخطاب الذي أذيع مساء أمس السبت: «أياً كانت المشكلات التي قد نواجهها في بلدنا، نعتقد أننا إن كنا معاً يمكننا أن نتغلب على أي موقف ونتجاوزه». وشددت إندونيسيا الإجراءات الأمنية في أنحاء العاصمة جاكرتا أمس السبت، قبل احتفالات رأس السنة في عدة مواقع، عبر نشر حوالي 20 ألف فرد في حفل العد التنازلي للعام الجديد، في حين نشرت الشرطة المدنية 4800 من الضباط، الذين سوف يقومون بشكل أساسي بالسيطرة على منطقة شاطئ أنكول، ومجمع النصب التذكاري الوطني.
ومن جهته، قال الرئيس النيجيري محمد بخاري أمس السبت، في رسالة بمناسبة العام الميلادي الجديد، إن حكومة نيجيريا ستسعى لتسوية سلمية دائمة مع المسلحين في إقليم دلتا النيجر بجنوب البلاد، خلال عام 2017. وأضاف: «في العام الجديد أريد أن أطمئن كل مواطني نيجيريا، بأن قواتنا العسكرية والأمنية صارت في أفضل حالاتها».
(وكالات)

أمنية ودقيقة إضافيةالعالم يستقبل العام الجديد بألعاب نارية وحشود
Comments (0)
Add Comment