العالم يتذكر مأساة حلب

في ظل المأساة التي تعيشها حلب والمجازر المستمرّة بحق مدنييها، تعالت أصوات العالم من أقصاه إلى أقصاه لنجدة المدينة المنكوبة، ففيما التأم شمل مجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة، تعقد الجامعة العربية الخميس استجابة لدعوة قطر اجتماعاً طارئاً بينما أدانت دول التعاون الخليجي استمرار قصف وتدمير المدينة، في الأثناء، شدّدت برلين وباريس على أنّهما تنتظران من القمّة الأوروبية رسالة واضحة تدعم سكان حلب. وقال دبلوماسيون إنّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيدلي بإفادة أمام مجلس الأمن الدولي عن حلب في وقت لاحق. ودعا للاجتماع كل من فرنسا وبريطانيا. وأبان كي مون أنّ «المنظمة الدولية تتلقى تقارير مقلقة عن أعمال وحشية ضد المدنيين».
وتعقد جامعة الدول العربية غداً اجتماعا طارئا لمجلسها على مستوى المندوبين الدائمين. وقال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية أمس، إن الاجتماع الذي يعقد في مقر الأمانة العامة يأتي بناء على طلب دولة قطر وتأييد عدد من الدول الأعضاء لبحث الوضع المتدهور إنسانياً في حلب.
وكانت قطر قد دعت في وقت مبكّر أمس إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث الوضع في حلب، وفقاً لما نقلته قناة الجزيرة. وأضافت القناة أنّ الطلب القطري قدم للجامعة لعقد اجتماع على مستوى الممثلين، دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل.

وقف نار

إلى ذلك، دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط مجدداً إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في حلب. وقال أبو الغيط في تصريحات للصحافيين أمس، إن على جميع الأطراف احترام القانون الدولي الإنساني وأحكامه، والتوقف الفوري عن ارتكاب فظائع وإعدامات وممارسات لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها لا أخلاقياً ولا قانونياً.
وأكد أن الجامعة العربية رغم أنها لا تملك أدوات تأثير كبيرة في الأزمة السورية، إلّا أنّ صوتها لن يخفت في مواجهة ما ترى أنه ممارسات غير قانونية وجرائم وفظائع تُرتكب بحق الشعب السوري أياً كان مرتكب تلك الجرائم.
وأضاف: «سنستمر في لفت انتباه الجميع إلى معاناة هذا الشعب الصامد من جراء الممارسات الوحشية التي تُرتكب بحق أبنائه، وسنستمر في التواصل مع الأطراف ذات التأثير لمحاولة وقف نزيف الدم والجرائم البشعة».

تنديد فرنسي

على صعيد متصل، ندّد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، بما أسماه منطق الانتقام والترهيب المنتظم الذي يقوم به النظام السوري في حلب، مضيفاً: «بلغنا العديد من الادعاءات حول انتهاكات تقوم بها قوات موالية لنظام بشار الأسد: اغتيالات في حق عائلات بكاملها بدم بارد لمجرد انها معروفة بقربها من المعارضة، إعدامات طالت نساء وأطفالاً، احتراق أشخاص أحياء في منازلهم، الاستمرار في الاستهداف المنهجي للمستشفيات، لعناصرها ولمرضى داخلها».
وأشار الوزير الفرنسي إلى أنّ مثل هذه الأعمال الوحشية تهز الضمائر، وأنّ داعمي النظام بدءاً بروسيا، لا يمكنهم ترك الأمور تجري على هذا النحو والقبول بمنطق الانتقام والترهيب المنتظم، من دون ان يتحولوا إلى شركاء في ما يحصل.

رسالة أوروبية

في الأثناء، أكّدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنهما ينتظران من القمة الأوروبية المقبلة أن تبعث برسالة واضحة من أجل دعم السكان الذين يتعرضون للمعاناة في حلب، مضيفة: «الوضع كارثي، إنه يدمي القلب». وشدّدت ميركل على ضرورة العمل على جميع الأصعدة من أجل حماية السكان المدنيين وتقديم دعم إنساني في حلب وقالت إن هذا النداء موجه للنظام السوري وروسيا وإيران اللتين تدعمانه.
من جهته، طالب هولاند بعمل كل ما يمكن عمله لإخراج السكان المدنيين من شرق حلب وتوفير ممرات إنسانية لهم، متهماً روسيا بأنّها تعوق في مجلس الأمن أي تقدم بهذا الاتجاه، مضيفا: «لولا الروس لما كان هناك نظام سوري».
أدانت دول مجلس التعاون الخليجي بشدة استمرار القصف الوحشي لحلب. وقال أمين عام مجلس التعاون د. عبداللطيف بن راشد الزياني، إن دول المجلس تدين بشدة ما تتعرض له مدينة حلب التاريخية العريقة، وسكانها المدنيون الأبرياء من قتل وحصار وتجويع وتهجير باعتباره انتهاكا للحقوق الإنسانية كافة التي كفلتها القوانين الدولية.
وأكد الزياني أن دول مجلس التعاون تدعو الأمم المتحدة إلى العمل لسرعة إغاثة الشعب السوري ورفع الظلم عنه ووقف جرائم الحرب التي ترتكب ضد أبناء مدينة حلب المحاصرة، مشدداً على أن الصمت الدولي تجاه المأساة المؤلمة في حلب هو عار على المجتمع الدولي ويجب ألا يستمر.

غضب تركي

وقالت تركيا إنها تشعر بالغضب والفزع جراء ما وصفتها بالمذابح التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه بحق المدنيين في شرق حلب، مشيرة إلى أنّ تصرفاتهم انتهاك كبير للقوانين الإنسانية الدولية.
ودعت وزارة الخارجية التركية إلى وقف فوري للهجمات وإجلاء آمن للمدنيين في شرق حلب، لافتة إلى أنّ النظام السوري لا يمنح المدنيين الراغبين في الخروج من حلب فرصة، وإن هذه التصرفات بمثابة إعدام جماعي.
الخبر ـ البيان

العالم يتذكرمأساة حلب
Comments (0)
Add Comment