الأفارقة في الصين يعانون المضايقات رغم نجاحاتهم

في الوقت الذي تسعى الصين إلى بسط نفوذها الاقتصادي في القارة الإفريقية، للاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة وتوفير الآلاف من فرص العمل لمواطنيها في القارة السمراء، شهدت إفريقيا هجرة معاكسة إلى الصين. ويوجد حالياً عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة في مختلف أنحاء الصين، إلا أن أكبر جالية لذوي البشرة السمراء تتركز في مدينة غوانزو، الواقعة على ضفاف نهر زوجيانغ. وعلى عكس الترحيب الذي يلقاه الصينيون في البلدان الإفريقية، يعاني المهاجرون السود في الصين من التضييق والتهميش. ويروي العديد منهم تجاربهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والمدونات الخاصة، ومعظمهم يكتب بلغة صينية جيدة.
يقول ماركتيتوس بريسوود، وهو أميركي من أصل نيجيري عاش في الصين، إن الجو هناك مشحون ضد البشرة السمراء، سواء تعلق الأمر بالمدرسة أو محيط العمل. وأضاف أنه وجد صعوبة في الاستمرار في عمله مدرساً، في ظل تدفق المدرسين البيض من البلدان الغربية، خلال العقد الماضي. ويعيش في غوانزو نحو 200 ألف مهاجر إفريقي، وفقاً لبعض التقديرات، جاء معظمهم من نيجيريا، وغينيا، وموريتانيا، ومالي. ولا يسمح القانون الصيني لهؤلاء بشراء أراض، أو فتح محال تجارية، أو إنشاء مصانع. ومن أجل إطلاق مشروع تجاري يضطر الإفريقي للزواج بصينية، وتسجيل ملكية المشروع باسمها، في حين يتمكن آخرون لديهم قدرة مالية أكبر من فتح فروع لشركات مقرها في هونغ كونغ.
بسبب هذا التضييق، وجد الكثير من المهاجرين الأفارقة أنفسهم يعملون في مجال واحد فقط، ويتمثل في تصدير المنتجات الصينية إلى بلدانهم الأصلية. ومن قصص النجاح في هذا المجال، قصة النيجيري أمادو عيسى، الذي وصل إلى غوانزو في 2004، وأصبح من كبار المصدرين إلى النيجر وإفريقيا الوسطى. وعلى الرغم من هذا النجاح، ليس باستطاعة أمادو فتح حساب بنكي في الصين. وفي انتظار تعديل القوانين «المجحفة» ليصبح المهاجر النيجيري مواطناً صينياً، يتعين عليه فعل الكثير للحفاظ على نجاحه. وقصة أمادو ليست الوحيدة بالتأكيد، فهناك العديد من القصص المماثلة، فالمهاجر سيلو توري، الذي جاء من مالي منذ سنوات طويلة، لم يحصل على إقامة دائمة حتى الآن على الرغم من زواجه بصينية. ويعد توري من التجار الناجحين وهو أب لثلاثة أطفال يحملون الجنسية المزدوجة.
وتقول التقديرات إن 40% من الأفارقة في غوانزو من خريجي الجامعات.

يتركز الأفارقة في منطقة «زياوبي» في غوانزو، وباتت أحياؤهم تسمى «إفريقيا الصغيرة» أو «إفريقيا تاون» تشبيهاً بأحياء «تشاينا تاون» الصينية، المنتشرة حول الولايات المتحدة، إذ يعيش الصينيون بأعداد كبيرة. ويعود سبب هذا التركيز لوجود مطاعم يديرها مسلمون في هذه الأحياء، كما أن المهاجر الجديد يقصد «إفريقيا تاون» كي يبدأ حياته في بلد تختلف ثقافته تماماً عن موطنه الأصلي. ويقول مهاجر من نيجيريا يدعى نيلسون، إنه من الصعب التأقلم مع المجتمع الصيني، «نشعر بأن الناس ينظرون إلينا بشكل مختلف عن الآخرين،» موضحاً أنه «يصعب أن نحصل على خدمة تاكسي مقارنة بالسكان المحليين، وسائقو الأجرة يرفضون التعامل معنا». ويروي نيلسون أنه وبعض أصدقائه يضطرون لخداع سائق سيارة الأجرة من خلال الادعاء بأنهم يريدون الذهاب إلى المطار، حتى يحصلوا على الخدمة، ويضطرون لدفع مبالغ إضافية.
المصدر:الامارات اليوم بتصرف في العنوان

الأفارقة في الصين
Comments (0)
Add Comment