أعلنت قرابة 400 شخصية من قيادات حزب الصواب واجهة التيار البعثي في موريتانيا, استقالتها من الحزب, احتجاجا على ما أسموه استمرار التأثيرات الإيرانية المباشرة على سياسات الحزب, الذي كان رئيسه عبد السلام ولد حرمه قد رفض السماح بإقامة أي نشاطات تضامنية مع قطاع غزة المنكوب أو أخرى داعمة لمطالب السنة في العراق.و وقعت سلسلة الاستقالات من طرف 44 من أعضاء المجلس الوطني و318 من أعضاء مكاتب لجان الشباب وفروع الحزب داخل العاصمة و ببقية ولايات الداخل.
وشملت الاستقالات أسماء بارزة في الحزب، وأخري ثانوية تدير العمل داخل بعض المقاطعات.ويرى مراقبوا المشهد السياسي الموريتاني أن حجم الاستقالات الكبير من الحزب يعني إعلان تفككه بشكل رسمي,وسط توقعات بحله رسميا وتأسيس حزب جديد.وقال الناطق باسم المنسحبين وعضو المجلس المركزي للحزب “الجيش ولد موحمادو” في تصريح خاص لـ”عربي21″ إن الأسباب المباشرة للاستقالة الجماعية من الحزب هو ما سماه تدخل رئيسه عبد السلام ولد حرمه لدى الإدارة المحلية لمنع مهرجان شعبي – كان من المقرر أن تنظمه المنسقية الجهوية بأنواكشوط الجمعة الماضي تحت شعار “مهرجان الصمود لدعم فلسطين و العراق” .
وأكد ولد محمادو في تصريحه لـ”عربي21″: “الحقيقة أن السبب في ذلك هو تناغم الرئيس مع الإعلام الغربي و التماشي مع محور حزب الله في لبنان ونظام الأسد والبويهيون الجدد في إيران المناهضين لحقوق أهل السنة في العراق”.وينتمي حزب الصواب لتجمع الأحزاب القومية بموريتانيا, كما يعد امتدادا للتيار البعثي وإن تخلى عن الكثير من أساسياته و منطلقاته بفعل تشتت المنظومة البعثية بموريتانيا.
واتهمت المجموعات المنسحبة من الحزب في بيانها لـ”عربي21″ رئيس الحزب بالارتهان للضغوط الإيرانية السورية.كما أضاف البيان:” هذه نقطة من بين أخرى كثيرة تمنعنا الأخلاق و القيم و المبادئ و التجربة المشتركة خلال عقد من الزمن عن ذكرها و الإفصاح عنها لأننا نحترم أنفسنا و جماهيرنا و الرأي العام، و انطلاقا من الأخلاقيات و الأدبيات التي تمليها القيم الفاضلة و تتنافى مع الصدام و النيل من بعضنا فإننا بكل أسف نقرر الانسحاب و الاستقالة من حزب الصواب، ونخول قيادات المنسقية الجهوية لانواكشوط سابقا صلاحية التشاور و التنسيق لتقرير ما يناسب المنسحبين، مع إمكانية توسيعه ليشمل شخصيات أخرى”.و نشير إلى أن البويهيين الجدد في إيران و جماعات أخرى تتستر تحت أسماء مستعارة لعبت و تلعب أدوارا تدميرية في العراق و لبنان و سوريا و اليمن و تعتبر العرب و أهل السنة أعداء.