امتد صراع النفوذ بين السعودية وإيران الى أقدس الشعائر الدينية في الإسلام، ألا وهو الحج. فبعد إعلان الطرفين عدم التوصل لاتفاق، أكدت طهران عدم إرسال بعثة الحج الإيرانية هذا العام.
لطالما ترافق موسم الحج – قبل الإسلام وبعده – مع ما يشبه الهدنة السياسية والحربية، حيث تتوقف المعارك وتتعطل لغة السياسة، لتحل محلها مفردات الروحانية والتواصل مع الخالق. طوال ما يزيد عن 1500 عام، لم تحدث سوى استثناءات قليلة لهذه القاعدة، وقف وراءها غازون لم يأبهوا بقدسية المكان أو مختلون نفسياً وعقلياً حاولوا استغلال شعيرة الحج كمنبر للتبشير برسالاتهم. ورغم ذلك، لم تنكسر هذه القاعدة إلا مؤخراً.
في الثاني عشر من مايو/ أيار، صرح وزير الثقافة الإيراني علي جنتي بأن حجاج بلاده لن يتوجهوا للسعودية لأداء فريضة الحج هذا العام، وذلك بسبب كون “الظروف غير مهيأة”، واتهم الرياض بعرقلة الاجتماعات الرامية إلى تنظيم جلسات الحج بين الطرفين.
السجال بين إيران والسعودية حول شعيرة الحج يعود إلى موسم العام الماضي، عندما تسبب تدافع الحجاج عند مشعر منى قرب مكة في مقتل نحو 2300 شخص، بينهم 450 إيرانياً. تبع ذلك قيام العشرات من المتظاهرين الغاضبين في طهران باقتحام وإحراق مبنى السفارة السعودية في طهران على خلفية إعدام الأخيرة لرجل الدين الشيعي نمر النمر، ما دفع الرياض إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران.
الاتهامات الإيرانية للسعودية هذا العام قابلها وزير الخارجية السعودية علي الجبير بتصريح اتهم فيه طهران بفرض “شروط من شأنها التسبب “بفوضى خلال موسم الحج، وهذا أمر غير مقبول”، وذلك خلال اجتماعات التنسيق التي تقام بين البلدين كل عام قبيل موسم الحج.
السابق بوست
القادم بوست
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك