وكالة أنباء موريتانية مستقلة

الفلم الموريتاني «في انتظار السعادة» يعرض بـ«شومان»

تعرض لجنة السينما في مؤسسة شومان الأردنية وضمن برنامجها المخصص لأفلام مخرجين عرب مهاجرين خمسة أفلام متنوعة، أولها يعرض مساء اليوم، فلم «في انتظار السعادة» للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساغو والذي شارك في مهرجان كان السينمائي لهذا العام، وذلك ضمن قسم «نظرة خاصة»، حيث حاز الفيلم على جائزة الفيبريسي/ الاتحاد العالمي لنقاد السينما «وذلك لوصفه الرائع والشاعري للتعقيدات العاطفية والمفارقات التي تنشأ وسط الحياة البسيطة».
يصور المخرج الحياة في بلدة موريتانية هي ركن ضائع من العالم. والكاميرا تتجسس على ضياع زمن من يعيشون في البلدة وهمهم الوحيد طيلة النهار البحث عن الظل. أسلوب المخرج يجمع ما بين الوثائقي والروائي ويقوم على بساطة السرد وجماليات التصوير الذي ينحو نحو التجريد. والأشخاص الذين يظهرون في الفيلم لا يمثلون بل يتصرفون أمام الكاميرا التي تراقبهم بكل عفوية متتبعة تصرفاتهم المتكررة الرتيبة. وثمة كذلك نكهة فكاهية في الفيلم نابعة من ملاحظة التصرف الإنساني العفوي والتركيز على تفاصيل الحركات المتكررة. أما الموسيقى فهي تعطي للفيلم نبرة حزينة.
يستعيد عبد الرحمن سيساغو في فيلمه « في انتظار السعادة « ذات الأجواء التي صورها في فيلمه الأسبق ويرسم لوحة انطباعية من عدة مشاهد عن الحياة في قرية تكمن على حافة البحر في موريتانيا، ويصور حياة القاطنين فيها من بشر يبدون مجرد عابرين، ومنهم عبد الله، الشاب الذي يعيش مع أمه ولا يفعل أي شيء بانتظار الهجرة إلى أوروبا.
في «العيش في الأرض» يجعل المخرج الراديو وسيلة الاتصال الوحيدة مع العالم الخارجي. وفي المشهد الأول من فيلم « في انتظار السعادة « يقوم رجل بحفر حفرة في الرمال ويدفن فيها جهاز الراديو بعد ان يلفه في كيس قماش. وفي المشهد اللاحق نراه يسير وسط الصحراء ليلتقي رجلا آخر معه غلام يتساءلان أين اختفى الراديو ويبحث الغلام عن جهاز الراديو تحت الرمال قرب نبتة صحراوية. قبل ذلك يبدأ الفيلم بلقطة لكومة قش تذروها الرياح قرب منزل وحيد على الشاطئ. هكذا يؤكد المخرج منذ البدء على عزلة هذه القرية وانقطاع سكانها عن العالم الخارجي.
لا يروي الفيلم أية قصة، بل يصور مشاهد متفرقة بذات الأسلوبية الوثائقية / الروائية والجماليات التشكيلية واللونية الانطباعية، مشاهد لا يجمع بينها سوى أنها تحدث في نفس المكان وذات الفترة وتعبر بمجملها عن فراغ الحياة وعن الزمن الضائع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي