وكالة أنباء موريتانية مستقلة

ولد بيه:مساعدة المنكوبين والمرضى أوجب من الصيام

أكد العلامة الموريتاني الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم ونائب رئيس هيئة حكماء المسلمين، أن مساعدة الجائعين والمرضى في المناطق المنكوبة أوجب من صيام رمضان بالنسبة للعاملين في الهيئات الذين يشق عليهم الصوم، مشيراً إلى أن العالم الإسلامي يشهد عنفاً شديداً، في كثير من الأحيان عنف أعمى لا يميز بين الأعداء والأصدقاء. وعن أصحاب الأعذار التي تبيح الإفطار، قال: العذر من التيسير وورد في كتاب الله عن اليسر وإسقاط التكليف عند الضرورة.

والسنة النبوية شرحت ذلك، والنبي الكريم يقول: يسروا ولا تعسروا، ويؤكد: إنما بعثت بالحنيفية السمحة. وكل ذلك يبني مقصدا شرعيا هومقصد التيسر، والشريعة تقصد التيسير لا التعسير على العباد، وذلك من خصائص الشريعة النبوية الشريفة. وقال الله سبحانه وتعالى: “الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم أصرهم والأغلال التي كانت عليهم” أي التكاليف الغليظة التي كانت عليهم.

ومن أصحاب الأعذار أهل السفر والمرضى، وهما منصوص عليهما في القرآن “فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر”؛ فالمريض معذور، ويختلف العلماء في درجة المرض المسقط للصوم، فهناك الشديد الذي يسقط الصوم، إذا كان يضر بالنفس أو يؤدي إلى الهلاك. وهناك مرض خفيف لا يسقط الصوم إلا عند بعض العلماء كالبخاري، الذي رأى أن كلمة مريض تشمل كل مصاب بمرض، وبالتالي إسقاط الصوم بالمرض الخفيف، وهذا له سند من بعض التابعين.
وهناك مرض متوسط ويختلف فيه العلماء. والصحيح عندهم أنه الذي يقعد صاحبه، أو المرض الذي يخاف طوله حتى لو كان لا يقعد صاحبه، أو زيادة المرض إذا خاف الإنسان من زيادة المرض به بسبب صوم، (تأخر البرء أو زيادة المرض أو اشتداد المرض عليه بالصوم) كلها مسقطة للصوم أي تجعل المرء في حل من ألا يصوم. ولا يجب عليه ترك الصوم؛ ومعنى ذلك أنه لو صام لصح صومه على الصحيح من أقوال العلماء. لأن المرض يسقط الوجوب في الحال لكنه لا يسقط سبب الوجوب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي