قالت مصادر دبلوماسية متعددة : إن «الوزير فابيوس أبلغ الوزراء العرب وأمين عام الجامعة أن الوزير جون كيري نقل إلى نظرائه الأوروبيين في اجتماع أورلي أن بلاده ستكون مضطرة لاستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن إذا عمد الفلسطينيون إلى تقديم مشروع قرارهم (عبر الأردن، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن)» والذي يحظى بدعم الجامعة. ووفق ما نقل عن كيري، فإن الوزير الأميركي قال إن «واشنطن لا تستطيع السماح بتمرير مشروع قرار مثل المشروع الفلسطيني». وبالمقابل، فإن كيري رفض الالتزام بموقف «واضح» من مشروع القرار الفرنسي – الأوروبي المعدل بناء على المطالب الفلسطينية – العربية في حال وصل إلى مكتب المجلس وطرح على التصويت.
ويتحفظ الفلسطينيون على نقطتين أساسيتين في المشروع الفرنسي الأوروبي: الأولى، تتناول خلوه من فقرة «إنهاء الاحتلال الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية خلال عامين الواردة في المشروع الفلسطيني، والثانية، إشارته إلى «الدولة اليهودية» والقرار الدولي رقم 181 أي قرار التقسيم الذي قامت عليه إسرائيل والذي يصف إسرائيل بـ«الدولة اليهودية». وتقترح باريس استخدام «إنهاء مفاوضات السلام خلال عامين» بدل الفقرة الأولى بينما تقترح لمزيد من طمأنة الطرف الفلسطيني، الاكتفاء بالإشارة إلى القرار 181 وليس أن تكون فيما يسمى في لغة الأمم المتحدة «فقرة عاملة» أي في متن القرار. أما بقية الفقرات فتعيد تأكيد «محددات السلام» وتشير إلى القدس عاصمة الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية من غير تعيين القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية الأمر الذي يثير مخاوف فلسطينية – عربية إذ تستطيع إسرائيل غدا التشديد على أن ما تقبله عاصمة للدولة الفلسطينية هي ضاحية من ضواحي القدس البعيدة علما أنها وسعت إلى حد كبير الحدود البلدية لهذه المدينة.
من جانب آخر، لا تريد باريس الاستعجال في طرح مشروع القرار على التصويت وهي تشدد للجانب الفلسطيني على أمرين: الأول، أن مشروع القرار الفلسطيني لا يحظى بدعم 9 أعضاء أي ثلثي مجلس الأمن حتى يمر. والثاني، أنه في حال حصل على الأصوات الـ9، فإنه لن يمر بسبب الفيتو الأميركي. لذا وعدت باريس بالعمل مع الجانب الفلسطيني وبالتفاهم مع الأردن للوصول إلى مشروع قرار «متوازن» يمكن أن يمر في مجلس الأمن ولا تجهضه واشنطن بحيث إما تمتنع عن التصويت أو تصوت لصالحه.لذا، فإنها تنصح الفلسطينيين بالاعتدال. ونقل فابيوس إلى الوفد العربي أن كيري أبلغ الوزراء الأوروبيين أنه «سيطرح رزمة مقترحات» على الوفد الفلسطيني العربي في لندن.
السابق بوست
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك