تعرض الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز لجلطة دماغية وصفت بالخطيرة، وهو يرقد في غرفة العناية المركزة في مستشفى تل هاشومير بتل أبيب.وقال طبيب في مستشفى تل هاشومير للصحفيين إن بيريز “تعرض لجلطة دماغية كبرى مصحوبة بنزيف”، مضيفا “هو الآن في العناية الفائقة” ويتنفس بواسطة آلات التنفس الاصطناعي.
ويبلغ بيريز من العمر 93 عاما، وكان قد خضع قبل أسبوع لعملية زرع جهاز مُنظّم لنبضات القلب.
وكان بيريز أدخل المستشفى يوم 14 يناير/كانون الثاني الماضي إثر تعرضه لوعكة في القلب وصفت بأنها عرضية وتطلبت عملية قسطرة لتوسيع شريان، وخرج من المستشفى بعد خمسة أيام لكنه عاد إليه بسبب عدم انتظام دقات قلبه.
ويعد بيريز أحد مؤسسي إسرائيل، وشغل منصب رئيس الوزراء مرتين، ومنصب وزير الدفاع, كما كان زعيما لحزب العمل.كما يعتبر بيريز مسؤولا عن مجزرة قانا الأولى في جنوب لبنان في أبريل/نيسان 1996.
ويعد شمعون بيرس اخطر سياسي إسرائيلي على العرب عامة والفلسطينيين خاصة، وهو صاحب الرؤيا التي يعمل بموجبها طوال الوقت وهي أن على إسرائيل أن تقنع العالم أنها تريد السلام وتريدأن تكون جزءا من الشرق الأوسط الجديد، في الوقت الذي على إسرائيل أن تعرف تماما أن مصلحتها في في السيطرة على الشرق الأوسط ، بدون الوصول إلى السلام العادل الحقيقي.وفق رؤيته هذه، لدرجة أن تلميذه يوسي بيلين الصهيوني صدق انه يريد السلام وبعد سنين عندما اكتشف أن بيرس لا يريد السلام، اعتبر نفسه انه كان سياسيا ساذجا.
إن السلام الذي يسعى بيرس للحصول عليه قائم على أساس قيام دولة فلسطينية ممسوخة وتابعة لإسرائيلعلى أجزاء من الضفة الغربية وأجزاء من قطاع غزة .وُلد شمعون في بيلاروسيا في عام 1923 وهاجر إلى فلسطين مع عائلته عندماكان يبلغ من العمر أحد عشر عامًا. ونشأ في تل أبيب وتعلّم في المدرسة الثانوية الزراعية في بن شِيمن. وفي 1943 انتُخب سكرتيرًا لحركة الشبيبة التابعة لتيارالصهيونية العُمّالية.بدأ بيرس بالعمل مع ديفيد بن غوريون و ليفي إشكول في قيادة ” الهاجاناه ” في عام 1947م، وشارك في ارتكاب مجازر عدة ضد الفلسطينيين سنة 1948-1952م، وفي عام 1949م عين رئيساً لوفد وزارة الدفاع إلى الولايات المتحدة، حيث قام بشراء العتاد العسكري .
وفي عام 1952م تم تعيينه نائباً للمدير العام لوزارة الحرب، ليصبح في العام الذي تلاه المدير العام، وفي إطار منصبه هذا أسس روابط وطيدة مع فرنسا، وحقق تقدماً في تطوير الصناعات الجوية الإسرائيلية. وفي عام 1959م تم انتخابه لأول مرة للكنيست ممثلاً عن مباي (أي حزب عمال إسرائيل ). وقد عين نائباً لوزير الحرب، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1965م .
وبالرغم من الصورة الذهنية الشهيرة عن شمعون بيرس بأنه صانع للسلام، فإن شهرته داخل إسرائيل أنه الأب الروحي ومهندس البرنامج النووي الإسرائيلي , فقد كان له الدور الكبير في بناء مفاعل ديمونة النووي. وهو من مخطّطي عملية عَنِْتيبي لإنقاذ الرهائن الإسرائيليين الذين كانوا على متن طائرة إير فرانس التي اختطفها فلسطينيون إلى أوغندا.
وقد تولى رئاسة الوزراء مرتين، لكنه اكتسب شهرته الدولية بعد اتفاقية أوسلو التي وقعها الكيان الصهيوني مع منظمة التحرير الفلسطينية عقب سلسلة من المفاوضات السرية شهدتها العاصمة النرويجية أوسلو عام 1993, وقد حصل على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك إسحق رابين ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات.
وبالرغم من توليه منصب رئيس الوزراء مرتين فإنه لم يفز في أي انتخابات جرت في الكيان . فقد شغل منصب رئيس الوزراء في عام 1984 في ظل حكومة وحدة تشكلت آنذاك. وكانت المرة الثانية في عام 1995 في أعقاب اغتيال إسحق رابين، حيث جمع بين منصبي رئيس الوزراء ووزير الحرب.
وفي المرات التي رشح فيها نفسه للانتخابات مني بهزائم مثلما حدث في الأعوام التالية : 1977، 1981، 1984، 1988، 1996، فلم يحصل على الأغلبية التي تؤهله للفوز، ولذلك لُقّبَ عند اليهود ب”السيد الخاسر”.
جرائمه بحق الفلسطينيين والعرب:
– قاد بيريس عدواناً عسكرياً أطلق عليه اسم “عناقيد الغضب”، قصف فيه مدن لبنان بما فيها العاصمة بيروت في أوائل مايو-أيار 1996، وتمثلت الوحشية الإسرائيلية في أعنف صورها عندما قصفت القوات الإسرائيلية ملجأ للأمم المتحدة بقانا في الجنوب اللبناني يؤوي مدنيين أكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ مما أسفر عن جرح ومقتل المئات.
– شارك شارون حملة القمع والتنكيل والمذابح التي مورست ضد الفلسطينيين في انتفاضة الأقصى، وهو متورط كذلك في مذبحة مخيم جنين ومجزرة حي الياسمينة في القصبة بمدينة نابلس القديمة وباقي عمليات الاغتيال والقصف التدميري في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث كان شريك شارون في الحكم
-أعطى الضوء الأخضر لجيش الاحتلال بهجومه على غزة في نهاية شباط من العام الحالي حيث كشف سفاح الأطفال والنساء والشيوخ في جولة «تضامنية» مع كلية سبير في سديروت يوم الخميس الدامي في قطاع غزة : “حصل الجيش على الضوء الأخضر من المستوى السياسي للعمل بحرية” . وكانت نتيجة هذا الضوء الأخضر الدم الفلسطيني الذي تدفق بغزارة في قطاع غزة والمحرقة التي ارتكبت بحق الفلسطينيينحيث سقط خلال العدوان على غزة أكثر من 100 قتيل خلال أيام معدودة ودمرت البيوت بزعم الرد على قصف الصواريخ الفلسطينية، التي هي بالأساس رد على جرائم الاحتلال وعلى الحصار والتجويع والضغط والعقاب الجماعي… وكرر في مناسبات عديدة أن حكومته لن تتفاوض مع حماس حتى تغير الأخيرة موقفها وتعترف بإسرائيل.
– في 8/4/2008 بث سمومه من جديد حيث هدد إن “وقف إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة يتطلب احتلال القطاع من جديد وهو الأمر الذي لا تريده “إسرائيل”. ونقل عنه قوله في اجتماع ضم سفراء دول الاتحاد الأوروبي، إن احتلال قطاع غزة سيوقف إطلاق القذائف، وادعى أن الفلسطينيين ليسوا معنيين بالسلام. وواصل هجومه على الفلسطينيين، وقال “إن المفاوضات السياسية الجارية مع القيادة الفلسطينية، ستطول لفترة طويلة جدا، مدعيا أن السبب يكمن في أن الفلسطينيين ليسوا معنيين بشكل جدي بالتوصل إلى اتفاق”. وعارض في كلمته بشكل قاطع أي حديث عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وقال إن هذا من ناحية “إسرائيل” يعني انتحارا ديموغرافياً، وقال، “إن عودة اللاجئين يعني أن لا تكون “إسرائيل” دولة يهودية، فالغالبية اليهودية تحافظ على وجود “إسرائيل”، ولهذا فإن دخول مئات آلاف الفلسطينيين، يعني انتهاء الهوية الإسرائيلية”.