تواجه العادات الرمضانية القديمة فى موريتانيا خطر الاندثار؛ بسبب اجتياح عادات رمضانية جديدة قذفت بها العولمة بروافدها المختلفة، بحيث كان لحركة التمدن التي عرفتها البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية دور أساسي في تغيير الكثير من العادات وأنماط العيش عند الموريتانيين.
وكان غالبية سكان موريتانيا في السابق من البدو الرحل، قبل أن تشهد المدن كثافة بشرية بعدما تحسنت الظروف الاقتصادية والمعيشية، مع بدء استخراج الثروات الطبيعة للبلاد، وتحسن المستوى الاقتصادي للمواطنين، وانتقلت نسبة معتبرة من المواطنين من شظف العيش وخشونته إلى التفنن في وسائل الراحة والتمتع بمباهج الحياة.
كانت العادات الغذائية الرمضانية القديمة لا تتجاوز الإفطار على الماء واللبن والتمر، إن وجد، ثم وجبة فطور معدة من البطاطس واللحم والخبز، والعشاء “السحور” يكون بوجبة “كسكس” أو “العيش” في أحسن الأحوال، أما اليوم فسيدات المنازل يتفنن في أنواع “الشوربات” والحلويات ويستخدمن اللحوم البيضاء والحمراء بعدما كان المطبخ الموريتاني القديم يقتصر على اللحوم الحمراء.
وأحياناً، يكون هناك مزج بين العادات الغذائية الرمضانية القديمة والجديدة، بحيث جرت تغييرات على وجبة “الطاجين” المشهورة عند الموريتانيين، سواء في طريقة الطبخ أو في عناصرها وطريقة تحضيرها، كما انفتح المطبخ الموريتاني على نظيره العربي عموماً، والمغربي بشكل خاص، وأخذ عنهما وجبات ونكهات، فضلاً عن استفادة سيدات البيوت من برامج الطبخ التي تبثها القنوات الفضائية المختلفة.
فاطمة بنت سيدي، سيدة منزل، تقول إنه من الطبيعي أن تتغير العادات الغذائية الرمضانية مع الزمن، لكنها تعتقد أن الموريتانيين متشبثون بعاداتهم الغذائية، وأن ما جرى مجرد تطوير وتغيير في الوجبات الرمضانية.
وتؤكد بنت سيدي لـ”العربي الجديد”، أن العديد من المدن والأرياف لا تزال تحتفظ بنفس العادات الغذائية القديمة لأسباب اقتصادية وثقافية، وعن مائدتها الرمضانية تقول بنت سيدي إنها تتكون من التمر والزبدة والشوربة المعروفة محلياُ بـ”سب”، إضافة إلى الحلويات ووجبة الطاجين المفضلة أحيانا باللحوم الحمراء وأحيانا بالدجاج وأحيانا بالسمك.
القادم بوست
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك