تشكل الأغلبية الرئاسية قطبا رائدا لا يستهان به في المشهد السياسي الوطني وذلك لأسباب عديدة يقصر المقام عن ذكرها الآن.
ليس أقلها عمقها الجماهيري الذي برهنت عليه نتائج مختلف الاستحقاقات الانتخابية الوطنية.
ورغم أن الأغلبية الرئاسية تتشكل من عشرات الأحزاب المستقلة ببرامجها ورآها السياسية والطامحة إلى حكم البلاد وتسييرها إلا أنها تتوحد وتتفق على دعم برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وتستميت في الدفاع عنه سياسيا وإعلاميا بأذرعها المختلفة وآلياتها المتنوعة.
إننا في حزب الكرامة والعمل نعتز بأننا جزء لا يتجزء من الأغلبية الرئاسية ونعمل بكل ما نملك من جهود على توحيدها وتفعيلها وأخذها لمكانتها ودورها في الساحة السياسية وسنكون في أتم الاستعداد للتعاطي مع كل ما من شأنه توحيد جهود الأغلبية والدفع بها إلى الأمام كما أننا وبحكم انتمائنا للأغلبية ندعو للحوار السياسي الشامل بين مختلف الأطياف السياسية لأننا نقتنع بأن ذلك هو السبيل الأوحد لوحدة شعبنا وقوة دولتنا وأمتنا وتجنيبها للمخاطر والأزمات التي لم تعد تخفى على أحد اليوم دوليا وإقليميا.
أيها الإخوة في الأغلبية الرئاسية: لقد شهدت المأمورية المنصرمة جهودا لا يستهان بها تذكر فتشكر فقد أصدرت بيانات وعقدت لقاءات وتمت مشاورات في مختلف المناسبات السياسية برهنت الأغلبية من خلالها على سعيها للمشاركة والتأثير والتفاعل مع الحدث الوطني غير أنه أيها الإخوة لا يمكن أن نفوت الفرصة ونحن مقبلون على مأمورية جديدة إلا دون أن نسجل بعض المآخذ والانتقادات.
· انتسمت المأمورية المنصرمة بالبرود السياسي وقلة النشاط وعدم وضوح الأهداف وتراجع في الأداء السياسي وظلت الأغلبية حبيسة اجتماعات بين الجدران وتداول أفكار ـ واقتراحات لا تقدم ولا تؤخر.
· لم تكن المرحلة كذلك مثالا للشفافية والديمقراطية التشاركية فقد غيبت آراء وصودرت أخرى وبدا بأن الأغلبية إنما هي مجموعة تشكل حلقة ضيقة تمرر ما بدالها واتفق مع مصالحها.
· لم يتم احترام المساطر القانونية التي يفترض أن تحكم العمل التشاركي بين لحزاب الأغلبية.
· تم تجاهل وتغييب الكثير من الأحزاب وتهميشها.
إننا في حزب الكرامة والعمل نرى أن كل هذه الأخطاء والمآخذ مردها:
· غياب إرادة حقيقية جادة.
· غياب برنامج عمل واضح المعالم
· غياب ميثاق شرف
إن تسجيلنا لهذه المآخذ ليس هدفه انتقاد شخص بعينه بقدر ما هو حكم موضوعي مبني على حقائق.
إننا في حزب الكرامة والعمل نأمل وسنعمل على أن تكون المأمورية القادمة أكثر ديناميكية ونشاطا وأوسع تشاورا وتشاركا ونرى أن ذلك لن يتم إلا بالإجراءات التالية:
1- تعديل النظام الداخلي حتى يعكس تطلعات الأغلبية.
2- وضع برنامج عمل يشارك في إعداده مكتب الأغلبية ويمكن هذا البرنامج مختلف أطر الأحزاب من المشاركة الفعالة والدفع بهم بغية المساهمة في حكامة وتسيير الشأن العام.
3- توزيع مهام العمل على لجان متخصصة من مختلف الأحزاب تجتمع بانتظام.
4- خلق آلية متابعة لتنفيذ برنامج العمل.
وفقنا الله وإياكم لما فيه مصلحة البلاد والعباد. ــــ عاشت الجمهورية الإسلامية الموريتانية موحدة مزدهرة. عاشت الأغلبية السياسية.
عن اللجنة الإعلامية لحزب الكرامة والعمل
بتاريخ: 5 اكتوبر 2015