وكالة أنباء موريتانية مستقلة

الخلافات تتهدد المعارضة الموريتانية

يواجه منتدى تكتل المعارضة الموريتانية عدة مصاعب بسبب تصاعد الخلافات داخل مكوناته التي تضم إلى جانب الأحزاب السياسية ممثلين عن الكونفدراليات العمالية، وأعضاء منظمات وهيئات من المجتمع المدني، وشخصيات سياسية مستقلة.
وقال صالح ولد حننا، رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم)، إن منتدى الديمقراطية والوحدة المعارضة بموريتانيا لا يعترف بالانتخابات البرلمانية والبلدية التي أجريت العام المنصرم، معتبرا أن الهيئات السياسية المنبثقة عن الانتخابات ليست في أجندة المنتدى بما فيها مؤسسة زعيم المعارضة الموريتانية التي يتولى قيادتها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) والعضو في المنتدى.
وقال ولد حننا في مؤتمر صحفي لمنتدى الديمقراطية والوحدة بأنواكشوط، أمس، إن المنتدى يحترم زعامة المعارضة ويحترم الحزب الذي يتولى رئاستها والذي يعتبر أحد الأحزاب المشكلة للمنتدى، مضيفا أن ذلك لا يعني اعترافهم بمؤسسة زعيم المعارضة التي تمخضت عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وكان القيادي بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الحسن ولد محمد قد تولى زعامة المعارضة بعد حصول حزبه على ثاني أكبر تمثيل في البرلمان، بعد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا.
ويعتبر أبرز عائق في وجه منتدى المعارضة الموريتانية اختلاف التيارات السياسية داخله، حيث يحتضن المنتدى حزب تكتل القوى الديمقراطية، وحزب تواصل الإسلامي، وحزب حاتم القومي، إضافة إلى حزب اتحاد قوى التقدم اليساري.
ويشكل الخلاف الأيديولوجي والسياسي عائقا كبيرا في وجه تماسك المنتدى الذي يهدف إلى الإطاحة بنظام الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، ويطالب بتغيير سياسي واقتصادي ينقذ البلد من أزمته الحالية التي يرى المعارضون أن النظام رأس الحربة فيها.
ويرى مراقبون أن تولي حزب تواصل زعامة منسقية المعارضة سبب انزعاجا كبيرا لرئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه، الذي تولى منصب زعامة المعارضة منذ العام 2007، بعيد الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس المطاح به في انقلاب عسكري سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
بدوره هاجم رئيس منتدى الديمقراطية والوحدة أحمد ولد داداه بشدة نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، معتبرا أن البلد يعيش أسوأ فتراته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مطالبا بتوفير فرص عمل لحملة الشهادات، والتصدي لمثيري الفتن بين مكونات المجتمع، إضافة إلى ضرورة وضع إستيراتيجية من شأنها أن تنشر المزيد من الأمن على حدود موريتانيا مع جيرانها.
وطالب ولد داداه كل القوى المنضوية تحت لواء منتدى المعارضة بضرورة تكثيف “النضال السلمي” في الفترة القادمة في الولايات الداخلية، من أجل إجبار النظام الجلوس على طاولة الحوار الجدي.
وطالب المنتدى في بيان صحفي بفتح تحقيق جدي وشامل في جميع “المخالفات والجرائم الاقتصادية”.
واستغرب البيان حديث النظام عن الحرب على الفساد في الوقت “الذي لا يوجد في سجونه محكوم عليه بسبب الفساد، كما لا يوجد أمام محاكمه ملف واحد بتهمة الفساد”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي