مستجدات لافتة تلك التي حملها بلاغ وزارة الداخلية المغربية، يوم الثلاثاء، بشأن تفكيك خلية متطرفة، مكونة من سبعة أفراد، ينشطون في مناطق جنوب المملكة، ولديها علاقات وطيدة مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف بـ”داعش”، وغيرت وجهتها نحو ليبيا، مدعومة من انفصاليي البوليساريو.
ولعلها أول مرة تعلن فيه الأجهزة الأمنية المختصة عن تفكيك خلية إرهابية تنشط في مدن مراكش وبوجدور والعيون، وأول مرة يتم الحديث عن توجه “الدواعش” من المملكة إلى ليبيا للالتحاق بفرع تنظيم البغدادي.
هذه المستجدات التي تحمل في ثناياها عددا من المخاطر الأمنية المرتبطة بتفكيك الخلية من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، يعرضها الدكتور عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، في خمسة أنواع من المخاطر مرتفعة الدرجة.
النوع الأول من المخاطر، وفق اسليمي، يتمثل في بداية بروز شريط جديد للدواعش، يمتد بين مراكش والعيون وبوجدور في اتجاه الحدود الموريتانية ومخيمات تندوف، فالخلايا القديمة كانت تنشط بين فاس ومكناس وسلا والدار البيضاء، ما يعني أن الخطر بات قادما من المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا، ومن مخيمات تندوف.
وأما النوع الثاني من المخاطر، بحسب الخبير، فهو تغيير مناطق توجه الإرهابيين الرحل من العراق وسوريا نحو ليبيا، وظهور أول ممر في مخيمات تندوف لتوجيه المقاتلين نحو ليبيا، ما يدل على الدور الذي يلعبه عدنان أبو الوليد الصحراوي، قائد نواة تنظيم داعش في المنطقة الممتدة بين أنواذيبو والزويرات ومخيمات تندوف نحو شمال مالي ومنافذ الجنوب الليبي.
وأردف اسليمي بأن النوع الثالث من المخاطر، يتمثل في بداية تشكل تحالف كبير بين أبو الوليد الصحراوي، والشبكات الضخمة للاتجار في المخدرات في المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا يقودها قياديون من البوليساريو وموريتانيين وجزائريين، وهو تحالف يُسهل عملية تهريب الإرهابيين نحو الأراضي الليبية عبر شمال مالي والجنوب الجزائري.
الصنف الرابع من المخاطر، وفق ذات المحلل، يتجسد في وجود خبرة لدى سكان المناطق الحدودية على ترحيل الأشخاص نحو الأراضي الليبية لوجود علاقات مع قدامى القذافي، واستمرار وجود مقاتلين شاركوا إلى جانب القذافي، واستقروا في محيط سرت الليبية، وتحالفوا مع تنظيم داعش بليبيا.
وأما النوع الأخير من المخاطر، فهو وجود معلومات أمنية تشير إلى أن بعض المغاربة الداعشيين العائدين من سوريا والعراق إلى ليبيا، تسربوا نحو الأراضي الحدودية، وسيحاولون الدخول إلى المغرب عبر الحدود الموريتانية والجزائرية”.
وتوقع اسليمي، في هذا الصدد، أن ترتفع درجة المخاطر الأمنية، بعد انطلاق العمل العسكري المرتقب ضد داعش في ليبيا الذي وضع سيناريوهاته مؤتمر روما بإيطاليا،المنعقد الإثنين الماضي.
القادم بوست
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك