بدأت السلطات السعودية في اتخاذ إجراءات تهدف من خلالها إلى تحويل المشاعر المقدسة إلى مدن ذكية، تدار عن طريق التقنية الحديثة، وذلك بهدف تمكين الحجاج من أداء مناسكهم دون عناء بربطهم إلكترونيا بإجراءات وتنبيهات تصدر من الجهات العاملة في الحج سواء فيما يتعلق بتعليمات السلامة والتحذيرات أو الإرشادات الصحية والدينية.
فالعمل يجري على قدم وساق في كثير من تلك الجهات لربط مراكز خدماتها بالتقنية الحديثة، مع توفير التطبيقات على أجهزة الهواتف الجوالة، حيث تسمح تلك التطبيقات بسرعة الاتصال وطلب المساعدة مع تحديد الموقع والمعلومات الضرورية عن طالب الخدمة إلى جانب العمل على ربط وسائل النقل العام في المشاعر وكذلك الأجهزة التي تقدم الخدمات الصحية والتغذية والحماية المدنية فتتحول إلى مدينة تدار عن طريق الاتصال بتقنية (Hotspots) الأمر الذي يساعد الحجاج والعاملين في المشاعر من استخدام أجهزتهم للوصول إلى الشبكة (الإنترنت) والاتصال بكافة الجهات والهيئات في مدينتهم لتوفير الخدمات التي يطلبونها إلكترونيا.
كما أقرت وزارة الحج تطبيق المسار الإلكتروني للعمرة والحج والتوسع في استخدام التقنية والتفويج الإلكتروني للحجاج والمعتمرين والتي تهدف لتيسير وتسهيل المناسك للحجاج والمعتمرين الذين يقصدون بيت الله الحرام والمسجد النبوي بالمدينة. إذ يتضمن المسار الجديد إجراءات منح تأشيرات الحج واختيار حزم الخدمات ومتابعة تنفيذها وحتى مغادرة الحاج إلى بلادهم بطريقة إلكترونية. وسيوفر هذه الخدمات 82 مكتبا في مختلف دول العالم.
وانطلقت المدن الذكية عام 1994م،في أوروبا، وانتشر هذا المصطلح في معظم مدن العالم، وطبق في أجزاء متعددة من العالم، وأصبح هناك مدن ذكية في أوروبا وأميركا وآسيا وأستراليا، وكانت هناك نماذج لمدن ذكية عالمية.
وعودة إلى دور وزارة الحج في المدينة الذكية بالمشاعر المقدسة، قال الدكتور حاتم قاضي وكيل وزارة الحج المتحدث الرسمي لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارة لها دور هام وتعمل على الارتقاء بخدماتها سواء المتعلقة بالحجاج أو الشركات التي تعمل لخدمة القطاع ومن ذلك تطوير العمل لتجري إدارته كليا عن طريق الخدمة الإلكترونية التي تمنح السرعة والدقة وضمان الإجراءات المتبعة، الأمر الذي يسهل على الشركات والحجاج كافة الإجراءات، لافتا إلى أن الوزارة سبق وأن أطلقت العديد من الخدمات الإلكترونية لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وأشار وكيل وزارة الحج إلى أن وزارته طبقت المسار الإلكتروني في العمرة الذي خدم قرابة 6 ملايين معتمر وسيجري تطبيقه على الحجاج العام المقبل موضحا أنه عبارة عن منظومة من الخدمات الإلكترونية المتقدمة المرتبطة بوزارة الداخلية والخارجية السعودية وسيجري تقييم الخدمة وتطويرها سنويا.