يواصل رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أمس، مساعيه مع الأطراف المعنية لتجاوز العقد تمهيداً لإعلان حكومته العتيدة، التي تقدم خيار تشكيلها من 24 وزيراً على غرار حكومة تصريف الأعمال الحالية، والتي قد تبصر النور خلال ال24 ساعة القادمة إذا تم تسوية العقبات والعقد التي تعترضها، فيما تحدثت أوساط الحريري عن أنه غير ملزم بمهلة معينة للتشكيل، بل يعمل على تذليل العقد وقد تأخذ مزيداً من الوقت ربما يتعدى عيد الاستقلال، في وقت تلقى الرئيس المنتخب العماد ميشال عون رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تضمنت دعوته لزيارة مصر.
ويعمل الحريري على معالجة العقد المتبقية بعد حل عقدة «القوات» اللبنانية من خلال إرضائها بمنصب نائب الرئيس الذي سيكون للوزير السابق إبراهيم النجار مع إعطائها حقيبتين أساسيتين هما الإعلام والعدل، ويتم العمل لحل عقدة تيار «المردة» الذي يطالب بحقيبة أساسية مثل الطاقة أو الاتصالات، بعدما عرضت عليه التربية، فيما ثبت أن الوزير نهاد المشنوق باق في الداخلية والوزير جبران باسيل في الخارجية والوزير علي حسن خليل في المالية، وقد تسند وزارة الدفاع إلى الوزير الياس بو صعب على أمل أن تولد هذه الحكومة خلال 24 ساعة. وكان الرئيس عون خلال استقباله قبل ظهر أمس في قصر بعبدا وزير الخارجية المصري سامح شكري، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والوفد المرافق للوزير المصري، إلى أن لبنان تجاوز الظروف الصعبة التي مرّ بها وهو يستعيد اليوم دوره وحضوره انطلاقاً من التلاقي الذي برز بين اللبنانيين حول خطاب القسم، وقال إن التفاهم الذي تحقق نعمل على ترسيخه، ونحن نعتبر أن كل بلد يترسخ استقراره يكون سنداً للآخرين، ولبنان هذا البلد الصغير بمساحته هو سند للأخوة العرب طالما هو أرض وئام وسلام وضيافة، معرباً عن أمله في أن يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ، نظراً لما تتركه هذه الحال من انعكاسات إيجابية خصوصا بالنسبة إلى مأساة النازحين السوريين.
وكان شكري قد نقل إلى الرئيس عون تحيات الرئيس السيسي وسلمه رسالة خطية أعرب فيها عن سعادته بانتخابه رئيساً، ووجه له الدعوة لزيارة القاهرة، من أجل تطوير وإثراء العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتنسيق المواقف تجاه العديد من القضايا والتحديات التي تواجه الامة العربية. كما زار شكري كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
