الملك عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود، هو الملك السادس للمملكة العربية السعودية لقب بخادم الحرمين الشريفين وهو اللقب الذي اتخذه الملك فهد قبله.
وهو الابن الثاني عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور،أمه فهدة بنت العاصي بن شريم الشمري.
ولد عام 1924 بمدينة الرياض، بينما تقول معلومات أخرى إن تاريخ ميلاده الحقيقي كان عام 1916.
في عام 1995 استلم إدارة شؤون الدولة وأصبح الملك الفعلي بعد إصابة الملك فهد بجلطات ومتاعب صحية.
وبعد وفاة الملك فهد في 1 أغسطس 2005 تولى الحكم، وبالإضافة لكونه ملكا للدولة شغل منصب رئيس مجلس الوزراء تبعا لأحكام نظام الحكم في المملكة القاضية بأن يكون الملك رئيسا للوزراء.
ولعل أهم مبادراته في الوطن العربي باتت مبادرة السلام العربية، وكان قد أطلقها العاهل السعودي الراحل حين كان وليا للعهد، خلال القمة العربية في بيروت عام 2002.
وتقضي المبادرة بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل الاعتراف بإسرائيل وتطبيع علاقات الدول العربية معها.
وفي فبراير 2007، وتحت رعاية الملك عبدالله اجتمعت الفصائل الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لوضع حد للاقتتال الفلسطيني الداخلي.
وباتت المصالحة الخليجية بين قطر من جهة، وكل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى من آخر أبرز إنجازات الملك الراحل.
أما على المستوى الإقليمي، واجه الملك الراحل تمدد النفوذ الإيراني. وحسب تسريبات موقع “ويكيليكس”دعا عبدالله الولايات المتحدة الى “قطع رأس الأفعى” للقضاء على المشروع النووي الإيراني. ومع ذلك فقد زار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الرياض في مسعى لتسوية العلاقات بين البلدين.
وفي أيلول/سبتمبر عام 2014، انضمت المملكة الى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يخوض الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.
أول زيارة لملك سعودي الى الفاتيكان
كذلك من أبرز مبادراته، الحوار بين الأديان السماوية (الإسلام، واليهودية، والمسيحية)، أطلقها في 14 مارس/آذار 2008، أي بعد أقل من 5 أشهر على زيارته التاريخية للفاتيكان في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، ليكون أول ملك سعودي يزور الفاتيكان.
السعودية و”الربيع العربي”
لم تتأثر السعودية كثيرا بأحداث “الربيع العربي” وعواصفه التي هبت في منذ عام 2011، بالرغم من إطلاق دعوات لإقامة ملكية دستورية، وحصول اضطرابات في المناطق الشرقية من البلاد.
واستغل الملك السعودي الراحل الثروة الضخمة لاتخاذ إجراءات ترضي المواطنين، وخصص 36 مليار دولار لخلق وظائف وبناء وحدات سكنية ومساعدة العاطلين عن العمل.
كما عرف الملك عبدالله بدفاعه عن الأنظمة العربية القائمة، حيث استقبل على أرض المملكة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ولم يرحب بإسقاط الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ثم دعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقوة بعد عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، كما اعتبرت المملكة جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”.
المشاريع الاصلاحية والسياسة الداخلية
وعلى الصعيد الداخلي، قاد الملك عبدالله مشروعا إصلاحيا حذرا محاولا التوفيق بين جناح ليبرالي متعطش للتطوير وبين المؤسسة الدينية المحافظة وبالغة النفوذ.
ومن الإصلاحات الأبرز داخليا، إجراء أول انتخابات في تاريخ المملكة عام 2005، بالإضافة الى تعيين الراحل 30 امرأة في مجلس الشورى في يناير/كانون الثاني 2013، كما ستتمكن النساء من المشاركة بالاقتراع في الانتخابات البلدية للمرة الأولى عام 2015. ومع ذلك مازالت المملكة تحظر على النساء قيادة السيارة.
وخفف الملك عبدالله أيضا من سطوة الشرطة الدينية وأدخل إصلاحات على قطاع التربية، كما افتتح عام 2009 أول جامعة مختلطة في المملكة وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
على الصعيد السياسي الداخلي، أسس العاهل السعودي الراحل لأول مرة في بلاده عام 2006 هيئة البيعة، وأصدر في ديسمبر/كانون الأول 2007 أمرا ملكيا بتشكيلها برئاسة الأمير مشعل بن عبد العزيز لتتولى مهمة تأمين انتقال الحكم بين أبناء أسرة آل سعود.
سياسة النفط
وتحت تأثير السعودية امتنعت منظمة الدول المصدرة للنفط عن اتخاذ قرار بخفض مستويات الإنتاج على الرغم من انعكاس ذلك سلبيا على اقتصادات الدول المصدرة.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط في النصف الثاني من 2014، أمر الملك عبدالله بالإبقاء على مستويات إنفاق مرتفعة في ميزانية عام 2015، للحفاظ على السلم الاجتماعي.كما قدمت السعودية في السنوات الاخيرة من حكم الملك الراحل أكثر من 21 مليار دولار كمساعدات للدول الفقيرة مما يجعلها أكبر مساهم في سلم الاعانات الدولية.
وكالة أنباء “الخبر” + RT,صحف,مواقع و وكالات