وكالة أنباء موريتانية مستقلة

ألعاب الفيديو تزاحم الألعاب الأولمبيّة

يبدو أن ألعاب الفيديو فركت «مصباح علي بابا»، فانفلت الجنيّ ليوصلها إلى الألعاب الأولمبيّة، بل يحملها على بساط الريح لتسبق الروبوت الذي كان يأمل منذ العام 1997 بالحضور في ملاعب كرة القدم، متوقعاً أن يلعب في سباقات فعليّة عام 2050.
ألعاب الفيديو الرقميّة أثبتت الصعود السريع للثقافة البصرية التفاعليّة في العوالم الافتراضيّة، فهي تندمج على مدار الساعة مع العوالم الفعليّة، بل تكاد تذوب الفوارق بينهما في «دورة الألعاب الآسيويّة» التي تستضيفها مدينة «هانغتزو» الصينيّة في 2022. وحدث ذلك بفضل اتفاق بين «مجلس آسيا الأولمبي» والقسم الرياضي في موقع «علي بابا» الذي يكاد يكون «أسطوريّاً»، بالنظر إلى حجمه العملاق في التجارة الإلكترونيّة. المفارقة أن «هانغتزو» شهدت تأسيس «علي بابا» في 1999. ويكفي القول إنّ قيمته نحو مئتي بليون دولار، وتفوق عائداته السنويّة 12.3 بليون دولار، كما يحتل المكانة الأولى في التبادلات الرقميّة المتعلقة بالسلع عبر الإنترنت!
وأوضح الشيخ أحمد الفهد الصباح، رئيس «مجلس آسيا الأولمبي» أنّ الاتفاق يشمل حضور الألعاب الإلكترونيّة في «دورة الألعاب الآسيويّة – 2018» التي تستضيفها إندونيسيا في مدينتي جاكرتا وبالمبانغ. وشدّد على أن حضورها يكون على سبيل التجربة التطبيقيّة لإدخال الألعاب الإلكترونيّة للكومبيوتر في مضمار الرياضة الفعليّة. إذاً، إنها شراكة عالية بين ما تمارسه الأجساد بمساعدة الدماغ، وبين ما يمارسه مزيج العقلين البشري والإلكتروني، بمساعدة الأجساد!
ويصف الصباح الاتفاق مع القسم الرياضي في موقع «علي بابا» بأنه شراكة استراتيجيّة، كما يراه جزءاً من مسار تطوّر الرياضة المعاصرة. وليس هذا الكلام عابراً، إذ يزيد قوّة الإنجاز الرياضي للبصري – التفاعلي أنّه تحقّق في وقت تتأرجح فيه ألعاب أولمبيّة راسخة على حبل الخروج من الرياضة الأولمبيّة. وفي الذاكرة القريبة أن المصارعة الرومانيّة التي تعتبر من الأقدم والأرسخ في الألعاب الأولمبيّة كادت تخرج منها قبل سنوات قليلة. والأرجح أنّ العيون المبحلقة بالشاشات على مدار الساعة، والأصابع التي لا تكف عن الضرب عليها، تصوغ العالم في هيئتها الشديدة الحداثة، وأثوابها الشبكيّة المعولمة.
في السياق عينه، توقّع تزانغ داتسونغ رئيس الموقع الشبكي «علي سبورتس» Alisports (وهو اسم القسم الرياضي الذي تأسّس في 2015)، أن تساعد قدرات الموقع في الرياضة الإلكترونيّة في تطوير الرياضات كلّها. وشدّد على البعد الآسيوي في ذلك الإنجاز التاريخي: هل ثمة عيون تلمح ظلالاً خفية لمبادرة الصين الهائلة المعروفة باسم «درب الحرير الجديد» أو «طريق واحد، حزام واحد» التي توصف على نطاق واسع بأنّها إعادة صوغ العولمة على الطريقة الصينيّة؟ ثمة مفارقة تتمثّل في أن الكومبيوتر والإنترنت والشبكات التي نشرت الألعاب الإلكترونيّة وزرعتها في النسيج المعاصر، كانت جزءاً من عولمة مغايرة قادتها أميركا عقوداً طويلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي