باتت رؤية الهلال مسألة يختلف العلماء فيها بين قائل إن ثبوتها في بلد تعم على جميع الأقطار، وذلك ما ذهب إليه بعض المالكية، حيث يقول خليل في متنه:
«وعم إن نقل بهما عنهما»، أي عم جميع الدول إذا نقل بعدلين عن عدلين، فإذا رؤي وثبت الهلال في مكان فالرؤية تعم، والقول الثاني: الأقطار المتنائية لا يثبت الهلال في بعضها برؤية البعض الآخر، وذهب إلى ذلك كثير من العلماء، وهو مبني على حديث ابن عباس وهو في مسلم «1087». ويؤكد العلامة الموريتاني الشيخ عبدالله بن بيه، أن النووي بوب عليه باب بيان، بأن لكل بلد رؤيته، وإذا رأوا الهلال في بلد يثبت حكمه لما بعد عنهم، وأن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية في الشام، قالت: استهلَّ عليَّ رمضان وأنا في الشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة..
وقدمت المدينة فسألني عبدالله بن عباس، متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل الثلاثين، أو نراه، فقلت: أولا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا الرسول الكريم. ولا يعمل بالرؤية البعيدة، إذا كان البلدان لا يشتركان في ليل واحد.
وقرر المجمع الفقهي أن الاعتبار بالرؤية، ويستأنس فقط بالحساب الفلكي الذي يعتمد على سير القمر وعلاقته بالأرض والشمس. وقول آخر يشير إلى أن الحساب قطعي ويعتمد عليه، ويثبت الحساب على الهلال، وذهب إليه المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء. وعليه يجب تقديم الرؤية على الفلك.
وعليه يمكن الصوم مع السعودية أو بلد آخر إذا ثبتت الرؤية فيه ثبوتاً شرعياً، أو تحري الهلال في الدولة أو في مكان قريب منها، وتنائي الأقطار يمنع اعتبار الرؤية في مكان آخر، مع الاستعانة بالفلك وبالمراصد، والعلم حالياً تطور كثيراً، فالإبرة إذا أرسلت في الجو يمكن الاهتداء إليها، فكيف بالقمر الذي يكون قد ولد أو خرج من الاقتران، وخرج من شعاع الشمس، أو بعد ساعتين أو أكثر لخروجه من الشمس فإنه يرى. وإذا رؤي الهلال قطعاً، لا يعتمد على الحساب، خلافاً للمجلس الأوروبي الذي أشار للاعتماد عليه.
السابق بوست
القادم بوست
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك