شكلت مباراة نادي زمزم مع “نادي الحرس” قبل أسبوعين بداية جدية للنجم الكروى الصاعد محمد ولد أحمد ولد عيده، بعد أن دخل إلى دوري الأضواء عبر بوابة “زمزم”ـ ايقونة الدورى، وأكثر الأندية شعبية بالعاصمة نواكشوط. قبل المواجهة الكروية لم يكن اللاعب رقم (8) يشغل بال أحد داخل مدرجات الملعب، جسم نحيف، وهدوء تفرضه طبيعة اللاعب القادم من تكوين دراسى.لكن بضع حركات على نجيلة ملعب شيخا ولد بيديا، كانت كافية لإشعال المدرجات، واقناع الجمهور بصغير تحمله أفعاله على الأرض كلما تقدم عمر المباراة.يتقن محمد ولد أحمد ولد عيده ترويض الكرة بشكل سليم، وتموين خط الهجوم من مركزه كلاعب وسط متقدم، ولديه قدرة فائقة على مغالطة اللاعبين، للإفلات من صدام يتعمده البعض كلما شعر بالإحراج، لكن ولد عيده ماهر فى الإفلات من أرجل خصومه، ممتع حينما يقطع الكرة، لبق فى تعاطيه مع الجمهور، يمرره بتركيز كبير، ويصنع الفرصة تلو الأخري دون كثير عناء.ولد أحمد العيده سنة 1993 ، وفى مدارس “دار العلوم” كانت البداية الكروية، مع قدر من التحصيل الدراسى.تألق النجم الجديد سنة 2010 وأبهر من تابعوه في “شلانج ولد العباس”، حمل فريقه إلى المباراة النهائية،خسر الفريق المواجهة الكروية الأخيرة، لكن ولد أحمد العيده ربح جائزة أفضل لاعب فى البطولة، وهو لقب استحقه بجدارة ودون اعتراض من أي أحد. أصيب ولد العباس بصدمة بالغة بعد الهزيمة المدوية 2011 خلال ترشحه لمنصب رئاسة الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، فقرر توقيف بطولة “شلانج”، ومع “شلانج” اختفى أسطورة المدارس والصغير المتألق فى عالم كرة القدم.كان كل المدربين يتطلع لرؤية ولد أحمد ولد عيده فى الدوري أو أي بطولة، ترك الكرة لصالح المدرسة، والملاعب لصالح غرف الدراسة، والأندية لصالح جيل آخر نجهله ملامحه وبه نحس الظن.سنة 2014 عاد ولد عيده للكرة الموريتانية من بوابة “المدية 3” بعد أن مر على “الوازيز”، ومعها لعب الدوري المنصرم، قبل أن ينتقل إلى دوري الأضواء، مع كوكبة من الصغار عبر بوابة “زمزم” أبرز أندية الدوري حاليا، والعائد من تيه عاشه خلال السنوات الأخيرة بفعل الفقر، وغياب المدرب.