وكالة أنباء موريتانية مستقلة

على هامش الإحتجاجات هل بدأ اهتزاز النظام الإيراني؟

بعد انتصار المحور الإيراني السوري العراقي، بدعم روسي، من خلال الابقاء على الرئيس بشار الاسد في الحكم، والقضاء على “داعش”، ها هو هذا المحور يشهد خللا في إيران وتركيا وعلى الصعيد الفلسطيني من خلال اعلان القدس عاصمة لاسرائيل وخروج قطر ومحاصرتها. كيف يرى خبراء الصورة المستقبلية لإيران؟.
الخبير في العلاقات الدولية، الباحث خالد العزي، يرى انه “الربط غير ممكن حتى ندخل بمواصفات، أصلا على الارض لا محاور. الإعلام يقول انه هناك محاور وهو أمر غير صحيح. ونحن نقول المحور الايراني، لكن الشعب يطلق شعارات بسيطة لان الوضع المعيشي أبسط من أي شعار. وهو ما مع حصل مع السوريين حين تحرّك الشعب، وتونس فهناك فرق بين الانظمة وشعوبها. وبرأييّ المقارنة بين تركيا التي حماها شعبها بسبب الديموقراطية هي عكس من سياسة الجيش العسكري”. اما في “ايران فالعكس هو الصحيح، فالبطالة تصل الى 16% مع40% فقر والمسافة بين النظام والشعب كبيرة جدا. لكن لا يمكن القول ان هذه الهبة انتصار لكنها مسمار في النعش الإيراني”.
ويضيف العزي “في ايران هناك أزمة اقتصادية لكل “لشعوب الايرانية”، فإيران في ازمة وعليها الخروج منها بتقديمات وان لا تهرب بمعالجة الازمة بالدم، ومن خلال القول إنها مؤمراة. فكل ما يأتي الى ايران هو شريك للحرس الثوري، ولا يمكن القول بتدخل دولي، فما تم الافراج عنه من أموال على عهد الرئيس الاميركي باراك أوباما صرفته إيران على القوى الاقليمية التي كان يمكن ان تحمي الحكومة من تحركات شعبها”.
فـ”التغيير في السعودية وإيران سيؤدي الى خلل والقطار قادم لكل دولة، والمشكلة ليست مشكلة محاور. لم ينتصر أي محور، وحتى الانتصارات التي استفادت منها ايران على العرب لم تستفد منها الشعوب الايرانية اطلاقا. هذه الهبة لن تغير في المحاور. وما يجب ان نستفيد منه هذه الهبة العفوية الناتجة عن الازمات هو التغيير. فتصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب تخدم الدولة الايرانية بشكل من الاشكال”.
ويتابع “التأييد الاوروبي يخدم الهبة، لذا لا يجب ان يدفع الايرانيون الثمن. فكيف يمكن لواشنطن تحريك 70 مدينة، وأربعة شعوب أي البلوش والاحوازيين والكرد والايرانيون في هكذا مظاهرة. وأهمية الهبة والمظاهرة انها طبيعية وهي التفاف الشعبي لهذه الشعوب، اضافة الى عدم اعتمادها شعارات الثورة الخضراء، كما ان الثورة انطلقت من الضواحي ما يعني انها مرتبطة بواقعها الإقتصادي”.
ويختم العزي “اما خطورة عدم استمراريتها فيعود الى القمع وقطع بث الاعلام وعدم التواصل وتصريحات اسرائيل وواشنطن. وهو ما حدث مع الأكراد حيث تلهفت الصحافة الاسرائيلية على تحركهم. اليوم، وهي لا تزال في طور النمو. فالمسألة ليست مسألة انتصار محاور، بل هي هبة اجتماعية اقتصادية ضد القيادة، وستتحول الى انتفاضة لذا مطلوب حماية اعلامية للمتظاهرين مع عدم التدخل”.
بالمقابل، يرى الدكتور محمد نور الدين، رئيس تحرير “شؤون الاوسط”، لـ”جنوبية” انه “بتقديري الأهم في الموضوع ليس الشعارات التي ترفع وهي حق للشعوب، وهي تحدث في دول اوروبا تحت مسمى تحركات الضواحي. فالبعد الاجتماعي يحل من كل زمان ومكان، وليس من بلد خال منها، وطبيعي ان يحدث في ايران. ففي العام 2009 حدثت مظاهرات خاصة في نظام يتعرّض للحصار منذ قيامه، ولم تهدأ إيران ولم يترك لها الغرب أي مجال لأن تكون حرة من الحصار. لهذا السبب الاضطرابات هي اكثر من طبيعية، ومع هذا لم تحصل التحركات بطريقة منظمة”.
ويلفت نورالدين “لذا اعتقد ان التوقيت مهم جدا، ويأتي في سياقين: الاول هو انتهاء الحرب على “داعش”، وانتصار المحور الممانع، الذي اعلن عنه في بيروت وطهران وروسيا. من هذه الزاوية ان اظهار هذا المحور على انه انتصر يمكن ان يؤدي الى ايجابية قد يمتد الى اليمن”.
ويؤكد نورالدين الخبير في الشؤون الاقليمية ان “الغرب والقوى المتضررة لم تكن تريد ان تنعم روسيا بالأمن. ولكن الان ايران هي المستهدفة في محاولة رد فعل ضد الانتصار حتى لا يراكم عليه، ولافشال هذا المحور. ثانيا تأتي هذه التحركات في سياق هذا التحول الخطير للقضية الفلسطينية وبعد اعلان القدس عاصمة لاسرائيل حيث أمر الكنيست الاسرائيلي بعدم التساهل مع كل ما من شأنه ان يقول بعدم اقرار القدس كعاصمة لاسرائيل. مما يشيح الانظار عن مسألة القدس”.
اضاف نورالدين “لذا اقول التحركات مشروعة، لكن التوقيت هو مؤامرة. وبالتالي اذا نجحوا في هذين الهدفين ينتقلون الى الهدف الثالث، وهو تخريب ايران وادخالها في الربيع العربي وهنا مكمن الحطر. لكن القيادة الايرانية واعية تماما، ولن تسمح للمحور الذي تنتمي إليه ان ينتقل إليه الربيع العربي، وفي القريب العاجل سيوضع حد لهذه الفتن”.
المصدر:جنوبية

Print Friendly, PDF & Email

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي