وكالة أنباء موريتانية مستقلة

الايبولا الأسباب و طرق الوقاية

فيروس إيبولا القاتل،نشر الذعر في غرب أفريقيا والعالم,بعد ما تسبب فى وفاة أكثر من ألف شخص في إفريقيا حتى الساعة, مما دعا منظمة الصحة العالمية، إلى إعلان المرض وباء, وصفته بـ”الأكبر والأخطر”منذ 4 عقود، لينضم إلى مجموعة الأوبئة الخطيرة التي عرفتها البشرية مثل, الإيدز, سارس,إنفلونزا الطيورو الخنازير.ظهر فيروس إيبولا أوما اصطلح على تسميته ب (آكل لحوم البشر) في جمهورية غينيا بغرب أفريقيا في مارس الماضي,انتقل بعدها إلى سيراليون وليبيريا ونيجيريا. وأدى الفيروس الايبولا حتى إلى وفاة 1013 شخصا واصابة 1848 إصابة مؤكدة أو مشبوهة في 4 من دول غرب إفريقيا,وفق لآخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية الثلاثاء الماضي.وانتقل الرعب إلى منطقة الشرق الأوسط,بعد إعلان وفاة شخص اشتبه فى إصابته بالفيروس فى السعودية,لكن سرعان ما ثبت العكس,باعلان وزارة الصحة السعودية السبت الماضي,سلبية الفحوص الأولية لعينات السعودي القادم من سيراليون و المشتبه في إصابته بفيروس إيبولا,الذي توفي الأربعاء الماضي.و كخطوة احترازية وأوقفت الخطوط الجوية الإماراتية رحلاتها من و إلى غينيا, فيما أوقف لبنان إصدار تصريحات للعمل هناك,إضافة إلى تعليق وزارة الصحة السعودية لتأشيرات رحلات الحج والعمرة لمواطني الدول الأفريقية التي ظهر بها فيروس الايبولا.ولا يختلف اثنان أن فيروس الإيبولا قاتل, لكن نشر الوعي واعداد خطط استعجالية لمواجهة الخطر و الحالات الاستعجالية ستُسهم في احتواء أية حالة انتشار للفيروس في منطقة الشرق الأوسط.

فيروس الإيبولا:كيف يعرف ؟

الإيبولا أو حمى إيبولا النزافية,مرض يصيب الإنسان بالحمى والوهن الشديد وآلام العضلات والصداع والتهاب الحلق، ثم التقيؤ والإسهال، يصاحبه ذلك ظهور طفح جلدي وقصور في وظائف الكلى والكبد، مع الإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء, وقد يصل معدل الوفيات التي يسببها الفيروس إلى نسبة تصل 90%..

سُمي فيروس إيبولا بهذه التسمية, نسبة إلى نهر إيبولا في زائير,حيث اكتُشِف المرض أول مرة سنة 1976. ينتقل فيروس الايبولا إلى الإنسان من بعض الحيوانات البرية المصابة, ثم ينتقل بعد ذلك من شخص لآخر، وتعتبر خفافيش الفاكهة المنحدرة من أسرة (Pteropodidae) أحد عائلات الفيروس.

ووفق منظمة الصحة العالمية,فإن عدوى فيروس الإيبولا تنتقل إلى الإنسان عن طريق الاتصال بالخفافيش المصابة أو تناول الفاكهة الملوثة بفضلاتها أو ملامسة دم حيوانات برية مصابة بالمرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو ما يصدر عن جسمها من سوائل.ووُثِّقت في أفريقيا حالات إصابة بالايبولا عن طريق الاحتكاك بقردة الشمبانزي وخفافيش الفاكهة والغوريلا وخفافيش الفاكهة وظباء الغابة وحيوانات النيص التي يُعثر عليها نافقة أو مريضة في الغابات الامطار.

وتنتشر حمى الإيبولا بين البشر خلال عملية انتقالها من إنسان لآخر, بسبب ملامسة دم المصاب, أو إفرازاته أو سوائل جسمه أو أحد أعضائه, كما يمكن أن تنقل بواسطة السائل المنوي الحامل للعدوى خلال مدة تصل سبعة أسابيع بعد مرحلة الشفاء السريري. كما يمكن أن تكون لمراسيم الدفن التي يلامس فيها الأشخاص جثة المتوفى كما يحدث في غسل الموتى عند المسلمين دورًا كبيرا في انتقال العدوى بالفيروس.

و يُتعرض العاملون في مجال الرعاية الصحية للعدوى عند تقديمهم العلاج للمرضى المصابين بالفيروس,خاصة الذين يتبعون اجراءات السلامة و الحيطة كارتداء القفازات أو أقنعة أونظارات واقية مما يجعلهم عرضة لخطر الإصابة بالفيروس.

لكن الفيروس لا ينتشر بسهولة,مما يمكن ان يطمئن الكثيرين و ذلك لأنه ليس من الأمراض التي تنتقل عبر الهواء كالإنفلونزا وفيروس الحصبة، لكنه ينتقل إلى الإنسان عبر الأغشية المخاطية و سحجات الجلد.

وتمتد فترة حضانة المرض فى جسم الإنسان من يومين إلى 21 يومًا،,ويبدأ ظهور المرض بحمى وأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا, و سرعان ما تتطور إلى قيء وإسهال,أما مرحلة الاحتضار فتتميز بالنزيف الداخلي مع نزيف خارجي من فتحات الجسم في اغلب الحالا ت او نصفها تقريبًا.

أصل الفيروس طفل

اشتبه الكثير من الباحثين في أن مصدر فيروس “إيبولا” يرجع الى طفل إفريقي من غينيا يبلغ من العمر عامين,توفي في 6 من ديسمبر الماضي.

وتتبعت صحيفة “نيويورك تايمز”, طريقة تفشي المرض، فبعد أن توفي الطفل بأسبوع توفيت أمه, ثم تلتها أخته وجدته وكانوا يعانون الحمى والقيء والإسهال,و لم يستطع أحد تشخيص حالاتهم.

وأضافت الصحيفة: “في جنازة الجدة أصيب معزيان ونقلا الفيروس إلى قريتهما، ومن ثم أصيب عامل صحة وتوفي هو وطبيبه وأصابوا بدورهم أقارب لهم من مدن أخرى”.

ووقت التعرف على الفيروس في شهر مارس الماضي، كان قطار الموت اخذ عشرات الناس فى ثمانية قرى ومدن بغينيا,بعدها بدأ تزايد نسب الحالات المصابة في الازدياد مطرد في الدول المجاورة كليبريا وسيراليون.

اما عن العلاج فتقول منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد مضاد للإيبولا النزيفية, لكن توجد العلاجات الجديدة التي أظهرت نتائج واعدة في الدراسات المختبرية و تخضع لعملية تقييم الفاعلية حاليًا,وتجري الان اختبار عدد منها, وقد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل أن يكون أحدها متاحا.

ورصدت المنظمة مساعدات بقيمة 28 مليون دولار للأبحاث المتعلقة بإيبولا لتسريع إنتاج أدوية مضادة له.و يباشر علماء أمريكيون وبريطانيون تطوير عقاقير مضادة للفيروس, أثبتت حتى الآن نتائج مشجعة في الدراسات الحيوانية,ومن المفترض أن تدخل حاليًا المرحلة التجريبية الأولى لاختباره على البشر, شرط مصادقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.

وفي خطوة متقدمة لوقف انتشار الفيروس, وافقت لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية الثلاثاء الماضي,على استخدام أدوية في مراحلها التجريبية لمكافحة فيروس إيبولا باعتباره أمرا “أخلاقيا” في الظروف الحالية.

وقالت المنظمة: “نظرا للظروف المحددة لهذه الموجة (الوبائية) وافقت اللجنة على إعطاء أدوية تجريبية لم يتم بعد التحقق من فعاليتها وآثارها الجانبية كعلاج محتمل أو وقائي” من مرض إيبولا.

وحددت اللجنة شروط استخدام هذه الأدوية بضرورة اعتماد “الشفافية والحصول على موافقة مسبقة وحرية الاختيار والسرية واحترام الأفراد والحفاظ على الكرامة الانسانية.

نصائح تقيك المرض

نظرا إلى عدم إتاحة علاج أولقاح فعالين للإنسان ضد فيروس إيبولا, يبقى الوعي بعوامل خطر عدوى الفيروس, واتخاذ التدابير الوقائية هي السبيل الوحيد للحد من حالات انتشار العدوى و بالتالي الوفيات بين البشر.

وتنصح منظمة الصحة العالمية للتقليل من مخاطر انتشار عدوى المرض من الحيوان إلى الإنسان, بتجنب ملامسة خفافيش الفاكهة أو القردة,أو النسانيس المصابة بالعدوى,وتجنب تناول لحومها النيئة.

كما يتوجب الاحتكاك بالحيوانات البرية بارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة,كما ينصح بغلي و طهي منتجاتها ولحومها جيدا قبل تناولها.

كما ينصح تنظيف وتطهير حظائر الحيوانات بالمُطهرات,وإذا اشتُبه في تفشي المرض,فينبغي فرض حجر صحي على المكان فوراً,ويجب كما قتل الحيوانات المصابة مع دفن جثثها أو حرقها.

أما الحد من انتقال المرض من شخص لأخر,فيمكن عبر تجنب الاتصال المباشر أو الحميمي بمرضى مصابين بالعدوى, والذر من سوائل اجسامهم,كما ينصح بارتداء القفازات ومعدات السلامة لحماية لحماية الأشخاص عند رعاية المرضى المصابين بالعدوى,والمداومة على غسل الايدي بعد زيارة المرضى من الأقارب في المستشفى. كما توصى المنظمة بدفن من يلقى حتفه بسبب المرض على وجه السرعة وبطريقة آمنة تكفل عدم انتقال العدوى الى الاخرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي