وكالة أنباء موريتانية مستقلة

الاحتبـاس الحراري يتهـدد دولا..وموريتانيا ضمـن القائمة/الدكتور محمد سالم ولد محمد يحظيه

تعتبر تداعيات تعدد أوجه التقدم الصناعي و ما ينجم عنه من غازات ملوثة للبيئة عبأ ذا آثار تدميرية خطيرة على كوكب الأرض.و مظاهر الحياة و تنوعها المستقبلي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من نتيجة كارثية محتملة.مما يعرض الأرض لعدة ظواهر سلبية مع أن الدورة الفلكية لا تستثني بدأ فناء و تلاشي كواكب أخرى من المجرة الشمسية التي بدأت معالم الوهن الفلكي تدق أبوابها.فذوبان وتلاشي الطبقات الجليدية الضخمة لجزيرة غرينلاند الذي يحتمل اكتمال عملية ذوبانه غضون الألفية الثالثة يكفي لغرق أجزاء كبيرة من المعمورة خاصة المناطق المنخفضة من الكرة الأرضية. هذا أن لم تتخذ تدابير حازمة للتقليل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والحد من استخدامات الكلوريد والسيانيد والصناعات المسببة لارتفاع درجات الحرارة المتزايدة .
مما يسبب ذوبان طبقات الجليد الضخمة في جزيرة غرينلاند والقطبين والتي يتجاوز سمكها ثلاثة كيلومترات وهو ما سينتج عنه ارتفاع منسوب البحار والمحيطات سبعة أمتار.مما يهدد بلدانا بالغرق مثل بنغلاديش، السنغال، موريتانيا، جزر القمر، الإمارات العربية المتحدة، عمان، وجزر المحيط الهادئ وأجزاء كبيرة من فلوريدا. وفي هذا المضمار أكد عالم المناخ البريطاني جوناتان غريغوري أن (أي منطقة ترتفع أقل من سبعة أمتار عن مستوى سطح البحر سيغمرها الفيضان) وقدر الباحثون أن ارتفاع الحرارة بمتوسط سنوي يبلغ أكثر من ثلاث درجات مائوية يعتبر كاف لذوبان طبقات الجليد مستقبلا. فيما توصل غريغوري وزملاؤه المصري أحمد رضى، والروسي بيوتر مارتشينكو إلى نتائج دقيقة نشروها في مجلة (العلم والحياة) تؤكد أن ارتفاع درجات الحرارة بهذا القدر يمكن أن يحصل فعلا وذلك نظرا لتزايد وتيرة النمو الصناعي وعدم التزام بعض الدول كالولايات المتحدة، الصين، والهند بالمعاهدات والمواثيق الدولية المقننة لكميات انبعاث الغازات. فيما أكدت دراسات الفريق (وجدنا أن مستويات ثاني أكسيد الكربون التي من المرجح أن تصل إليها خلال هذا القرن كافية لإنتاج ذلك القدر من الحرارة) ونتيجة استخدام آلات استشعار الكترونية أكثر دقة في عمل الفريق مما مكنه من المسح والاطلاع على مساحات جلدية واسعة الأمر الذي أفضى إلى نتيجة مفادها أن التغير في درجات الحرارة ناتج عن زيادة تركيز الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والذي يفترض أن تمتد تأثيراتها ل350 سنة المقبلة.ورغم أن بنود بروتوكول كيوتو ألزم الاتحاد الأوربي التقليل من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنحو ثمانية في المائة من المستوى الذي كانت عليه سنة 1990وذلك في الفترة ما بين 2008 إلى 2012… ولتحقيق الأهداف المؤدية إلى الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.اعد الاتحاد الأوربي مشروعا دوليا بدأ تطبيقه سنة 2005 يمد بموجبه مصانع الاتحاد بشهادات تتضمن الحصص المسموح بنفثها من ثاني غاز أكسيد الكربون في الهواء.إضافة إلى اتخاذ الاتحاد الأوربي إجراء حسن نية تجاه المصنعين يسمح لهم في حالة الالتزام بالكميات المنصوص عليها أو التقليل منها إلى حد أدنى بمرونة تفي بإمكانية بيع أو تبادل الحصص الزائدة لديهم في حالة تطبيق الحد المنصوص عليه بيئيا. ورغم المحفزات والخطط المتخذة دوليا فإن الفريق العلمي المذكور يرى أن الزيادة في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون تقترب من الحد الكارثي الذي يسبب اختلالات رهيبة في الغطاء النباتي و المخزون المائي لليابسة وتلوث الكرة الأرضية بصفة عامة. مما ينتج عنه تفاقم وتيرة الأعاصير و ما ينتج عنها من تأثيرات ، كالفيضانات وانزلاقات التربة وحرائق، وبراكين، وزلازل، وظواهر جفاف، وتشققات أرضية في مناطق كثيرة من اليابسة التي لا تتجاوز مساحتها 28% من الكرة الأرضية. فيما كان أقل متوسط توصلت إليه بحوث الفريق العلمية لتركيز غاز ثاني أكسيد الكربون 450 جزءا في المليون وهو ما يعني أن المستويات الحالية لتركيز ثاني أكسيد الكربون تقل بكثير عن هذا الحد .

لكن المرجح أن تتجاوزه بحلول منتصف هذا القرن. ويضيف الفريق أنه لن يكون مستحيلا أن يبقى الحد 450/ جزءا في المليون كحد حرج لكن هذا المستوى يبقى مرتبطا بالتقليل من انبعاثات غازات ملوثة أخرى أكثر من التي تتم دراستها حاليا.وتكمن الخطورة الفعلية في كون أغلب المواد الكيميائية المعلنة لم تتضح حتى الآن تأثيراتها الحقيقية على البيئة والصحة البشرية. و ذلك للتزايد المضطرد للمواد الكيميائية التي اجتازت أعدادها حاجز المليوني مادة و العدد في تزايد كمي غير مسبوق تقدر وتيرة زيادته السنوية بألف مادة. و لعل أكثر الغازات أثرا و تأثيرا على البيئة ما تضمه القائمة:

1- غاز السيانور

2_ غاز الرادون

3_ غاز رابع كلوريد الايثيلين

4_ غاز ثالث كلوريد الايثيلين

5_ غاز ثاني كبريتيد الكربون

6_ غاز النشادر

7_ غاز الكلور

8_ غاز ثاني اوكسيد الكبريت

9_ غاز أول اوكسيد الكربون

10_ غاز ثاني أكسيد الكربون

11_ غاز الميتان

12_ أكسيد النتروز

13_غاز الأوزون

14_ الغازات المفلورة .

و يعتبر تطور المدنية الحديثة و أزدياد حاجات الانسان الحافز الرئيس للانقلاب الكيميائي و تغلغله في مفاصل الحياة اليومية للأفراد و التجمعات البشرية.مع العلم بوجود قائمة أمراض يعتقد أن سبب ظهورها حصل نتيجة تسرب مواد كيميائية مضرة بالبيئة و بالتالي إلى أوساط الحياة الإنسانية ومكوناتها الأساسية.كأمراض:الرئة و انتفاخاتها والتسمم بالرصاص نتيجة تركزه في الدهانات أو كميات إضافاته المعروفة إلى البنزين.أو العلاقة الوثيقة لأمراض القلب بأكسيد الكربون.و تعلق تأثيرات الزئبق بعملية تلف الأعصاب الدائم.والازدياد الملحوظ لبعض الكيمياويات المحتلمة علاقتها بأمراض سرطان الرئة كارتباط بعض سرطاناتها و غبار الأسبستوم Asbestos ,أو العلاقات الوثيقة لسرطان الكبد بنشاط العمال الذين يعملون على تحويل مادةviniyl cholorid إلى مادة polyvinyl cholorid البلاستيكية التي تدخل معظم صناعات الملابس وأغلفة الأطعمة وألعاب الأطفال و مقاعد السيارات والدهانات وغيرها.

وتعرف حتى الآن أكثر من مليوني مادة كيميائية تأكدت تأثيراتها الخطيرة على البيئة والحياة البشرية . وتتفرع عن المليوني مادة 6000 مادة فحصت إمكانية تأثيراتها على ظهور السرطان و 100 مادة ثبتت علاقتها كمسبب لأمراض عديدة تصيب الحيوانات.و200 مادة تأكدت علاقتها بأنواع السرطان المختلفة التي تصيب الإنسان.

و نتيجة التقدم الصناعي وما أحدثه من ثورة كبرى في عالم الكيمياء وما أنتجته من مواد تجد طريقها إلى البيئة لتحدث تلوثا تنعكس آثاره على البيئة وتنوع الحياة فيها.مما عدد المخاطر البيئية وما تحمله لعالم الصحة العامة من كوارث.اختلف استعصاء حلولها من جهة لأخرى ومن بلد لآخر.

مما جعل المشكل عالميا في آثاره و تأثيراته .ولعل أبسط الأمثلة على أضرار بعض العناصر على البيئة و بالتالي الحياة استخدامات الزئبق لأغراض متنوعة مثل صناعة الدهانات وبعض الصناعات الصيدلية ليقلى ما ينجم عن هذه العمليات من مخلفات في البيئة لينتقل بطرق متعددة بدوره إلى التربة فالماء ,فالهواء, محدثا أضرارا جسيمة للإنسان وبقية المظاهر الحياتية عن طريق التلوث البيئي. ويعتقد الكثير من البحثة والدراسيين أن مشاكل البيئة و المخاطر التي تتعرض لها تتلخص في ثلاث تفاعلات رئيسة :

1ـ الإفراط في استخدام المنتجات التي تولد تلوثا كبيرا

2ـ عدم تقنين استخدامات الموارد أو هدرها بطرق غير معقلنة

3ـ تنامي ازدياد معدل النمو السكاني

ونتيجة تفاقم مشكل الاحتباس الحراري وتداعياته قدم المختصون الكثير من التوصيات والحلول نذكر أقلها تكلفة وأبسطها استعمالا .ويتمثل في مشروع صناعي قدمه المهندس السوري سامر حرب تكمن أسراره في كونه اخترع آلة تستهلك الفضلات العضوية من قش وفتاة أطعمة وأعشاب وفضلات حيوانات … لتطرح بدلها مواد تحافظ على البيئة مع تقديمها في نفس الوقت طاقة نظيفة عبر تحويل المخلفات العضوية إلى غاز قابل للاستخدام المنزلي يسمى الغاز الحيوي و يتكون من الميثان بنسبة 60% وثاني أكسيد الكربون بواقع 40% بشكل أساسي.

إضافة إلى سماد عضوي عالي الفعالية ينتج عبر نفس العملية.وتتجه أنظار العالم في المنظور القريب إلى الاتفاق الدولي حول المناخ المفترض أن يوقع في الأمم المتحدة سنة 2015 على أن يدخل قيد التنفيذ في 2020 كبادرة حسن نية لإنقاذ الحياة من الانقلاب المناخي. و لعل السبب الرئيس في تعثر الكثير من الحيوات على الأرض ناجم عن مختلف النشاطات البشرية الغير مقننة.وذلك ما جعل ظاهرة الاحتباس الحراري أكثر استعصاء نتيجة ارتباطها بآثار ومخلفات تعدد أوجه التقدم الصناعي الذي يخلف يوما بعد آخر مواد كيميائية و غازات جديدة تحتاج دراسة تأثيرها على البيئة عدة سنوات.

ورغم الجهود المتخذة من المجتمع الدولي وكثرة المؤتمرات والدراسات المختصة تبقى الدول المتقدمة الفاعل والسبب الرئيس لظاهرة الاحتباس الحراري.وفي الجهة المقابلة يتركز الضرر ومضاعفات الاحتباس الحراري على الدول الفقيرة نتيجة ضعف الإمكانات المالية وانعدام الدراسات التقنية المختصة.

وتبقى موريتانيا ومن مشاكلها من المجمع الدولي الفقير عرضة أن يطمر الكثير من أراضيها خاصة المناطق الساحلية والسهول المنبسطة المحاذية لها.وفي حال استمرار التزايد المطرد لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري فأن أمما وشعوبا ومساحات زراعية ورعوية، ومناطق نشاط اقتصادي ستكون عرضة لخراب يصحبه تشرد بشري ونزوح يرشح أن يكون أكبر حركة تنقل بشري يشهدها التاريخ.هذا إن لم تتخذ إجراءات وقائية ملموسة للمحافظة على ما بقي من توازن بيئي هش تزداد اختلالاته يوما بعد آخر.خاصة أن دولا ومناطق كثيرة من العالم مثل موريتانيا أصبحت أشبه بمناطق جمع أوساخ عالمية أو مقابر نفايات تتسع كل لحظة لتلتهم مساحات النشاط البشري وحتى أنها أصبحت مزاحما رئيسا للإنسان في المدن و الضواحي.

فاتخاذ خطط بيئية مدروسة تمنع استيراد آلات وأجهزة لفظتها أنظمة البيئة والسلامة الأوربية كالسيارات المستخدمة أكثر من خمس سنوات ، أو منع استعمالات البلاستيك المفرط الذي تحتاج عملية تحلله في الأرض أكثر من 500 سنة . أو اتخاذ مبادرات عاجلة لعملية إعادة تصنيع ما تبقى منه كألعاب أو أدوات منزلية تخفف مخاطره البيئية أصبحت من ضرورات السلامة البشرية والمدنية النظيفة. ولعل الرادع الأكثر جدوائية هو سن (ضريبة بيئية خضراء) تقتطع من الأفراد والمؤسسات المساهمة في تلوث البيئة ومن السيارات المستخدمة أكثر من خمس سنوات. ومشاركة الحكومات الفعالة في إدراج طرق إنتاج وبرامج عملية سليمة تجعل البيئة أكثر نقاء. كعمليات إعادة الاستفادة وتصنيع ما يمكن تصنيعه من القمامات غرض تحويلها إلى مواد تستخدم في مجالات حيوية أخرى… هذا إن لم نقل أنه أصبحت من ضرورات العصر الاستفادة من القمامة وما تخلفه الحواضر كمصادر طاقة ومواد صناعية أولية أخرى في كثير من البلدان.

لكن الأمر هنا يحتاج الكثير من التدابير والخطط الاقتصادية الناجعة و الإجراءات الفنية و السياسية والقانونية. خاصة أن اختلالات التوازن البيئي ومؤثرات الاحتباس الحراري كأحد نتائجه الرئيسة ستكون أكثر وقعا على دول المجمع الفقير وغيرها من الدول التي لم تتخذ تدابير وقائية ملموسة ضد النتائج المحققة لظاهرة الاحتباس الحراري. ولعل الظواهر السلبية المتتالية على الكرة الأرضية ليست بمعزل عن غرائب بدأت تطالع هيئات البحث العلمي التي رصدت تباطأ في حركة المريخ يوم الأربعاء 30 يوليو حيث توقفت حركة المريخ ناحية الشرق.

أما في شهري أغسطس وسبتمبر فتحولت دورته فيهما بصفة عكسية تجاه الغرب وذلك إلى نهاية شهر سبتمبر مما يعني أن الشمس أشرقت من مغربها على المريخ سنة 2007. وتدعى هذه الظاهرة علميا ب(Retrograde motion) الحركة العكسية للكواكب وتدل المعطيات العلمية والحسابات الفلكية على أن هذه الظاهرة ستطال جميع الكواكب بما فيها الأرض وذلك حسب فوارق الأبعاد والفترات الضوئية فيما بينها.

وتبقى خاتمة القول المستندة إلى النتائج العلمية المتواترة دليلا على أن ظاهرة فناء الكواكب بدأت بوادرها تلوح في الأفق.لكن التأثيرات المدمرة على كوكبنا الأرض تبقى نتيجة عمل إنسان العصر الصناعي ومخلفاته السلبية التي تزداد تنوعا بحيث أن الكثير منها لم يعد العلم قادرا على اللحاق لدراسة تأثيراته على الأرض .التي هي الأخرى بدأت مظاهر الشيخوخة تنتقص مقدراتها الحياتية.ضف إلى ذلك العوائق و ما أنتجته مخلفات الوجود الإنساني مما يتمثل في إثقالها بمخلفات، و استغلالات المصادر البيئية بطريقة فوضوية مفرطة تنذر بالكثير من الظواهر والغرائب المناخية المضرة لوجود حياتي متزن على الكرة الأرضية التي لا تزال الكوكب الوحيد الصالح للحياة.

Print Friendly, PDF & Email

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي