وكالة أنباء موريتانية مستقلة

عود على بدأ: المختار في أضواء العلوم والتاريخ / الدكتور محمد سالم ولد محمد يحظيه

UDK 23-3-2015-509-118-741
عود على بدأ: المختار في أضواء العلوم والتاريخ / الدكتور محمد سالم ولد محمد يحظيه

المختار ولد محمد ولد سيد احمد فال الملقب “حـدهال” ولد المختار ولد سيدي محمود بن المختار بن أعلِ بن المختار بن شنان الملقب السباعي -الجد الجامع لقبيلة أهل السباعي – ابن عمران بن موسى بن عيسى الملقب ويس ولد عبد الله ولد كروم ولد ملوك ولد بركن ولد هداج ولد عمران بن عثمان بن مغفر بن أدي بن حسان.
انكب رحمه الله منذ صغره على تحصيل العلم والسعي في طرق أبوابه ولم يعر الأمور الدنيوية اي اهتمام. فدرس وجمع وفحص وتحقق فالف أعمالا في الاقتصاد البحري ومكننته ضمت مخططات السفن وآلاتها وأقسامها كما كانت ترده استفسارات الكثير من القبائل في أمور الأنساب والمنازعات المختلفة لتعدد جوانبه المعرفية ورصانة عقله وغزارة علمه. كما ألف في علم الأنساب كتابا من جزأين عن تاريخ ونسب العويسيات . وكتاب المرحوم المختار ولد محمد ولد حدهال جاهز وهو من جزأين كما أسلفت و قد اطلعت عليهما كما اطلع عليهما مؤرخون بحضرتي وبحوزتي بعض من الجزأين و ليس فيهما نقص و لا يحتاج اي منهما مراجعة كتلك المعروفة عند أهل العلم. و أنصح الذين يريدون ركوب موجة كل شيء للتعريف بأنفسهم أن كتب المختار لها أهلها أسرة أهل المختار والذين يحاولون استغلالها وركوب موجة كل شيئ قصد التعريف بأنفسهم أنهم سيدخلون أخدودا مظلما.. وقد كلفني في اخر ايامه الاتصال بدور نشر فاتصلت بدارين بلبنان وأخبرته بحصيلة الأمر وانصاع له بالموافقة.
اما في مشواره العلمي الطويل فقد رافقته في نزر قليل منه في جولة لأكثر من 16 من المؤرخين وافاهم بمعلومات متكاملة عن القبيلة. وكانت بالفعل حلقات ونقاشات علم وادب وافادة منها ما كان مع اهل الشيخ سيديا الذين زرناهم في مكتبتهم واخرى مع حمدن ولد التاه وولد بو عليبه وولد السالم وولد محنض والوزير السابق ناشر كتاب شيم الزوايا ولد باباه و ولد زروق الطالب أخيار وبيير بونت الذي كاتبه باسمه و المرحوم محمد ولد مولود ولد داداه واحمد اللبي و غيرهم وغيرهم. ولم نزر احدا منهم بهدف الإيضاحات عن القبيلة الا وكانت الغلبة للمرحوم بعلمه وأدبه وأخلاقه وحججه الدامغة وكانت الاستفادة منه لهم ولغيرهم ممن حضر تلك النقاشات. ولا ازال حتى اليوم على صلة بالأحياء منهم و التقي الكثيرين منهم في صالوناتهم و اجتماعاتهم و انبهكم الى أن كتبا ستصدر قريبا لمؤلفين منهم فيها ثمرة عمله عن القبيلة و عند صدورها سيعلمني أصحابها لأعلمكم و كلها ستصدر عن دور نشر معروفة في لبنان أو الأردن أو الإمارات .
ولم يمر يوم في حياته الا وتحدثت معه لساعة او نصف ساعة في عدة أمور منها العام والخاص وقضايا التأليف ولم شمل القبيلة الذي أسس له لتكون وحدة واحدة متحدة. والأمر ليس مستغربا على المرحوم فأهله أهل المختار يعدون الجامع المؤسس المحافظ على جذور القبيلة ولم شتاتها وما تعلق بها من حوزة وأملاك، كمحمد الكوري ولد المختار أول شيخ عمل ديوانا لقبيلة أهل السباعي في مدينة اطار كقبيلة قائمة بذاتها بين قبائل ادرار و الساحل لتكون ذخرا و مرجعية لقبيلة لعويسيات. ورغم كثرة قبائل المنطقة فقد احتل الديوان المذكور منزلة متقدمة بين دواوين جميع القبائل وقد قاد محمد الكوري قبيلة أهل السباعي بديوانها المذكور قرابة 60 سنة من العطاء وحل قضايا العامة والخاصة وتعدت معرفته ذلك لتسوية نزاعات قبائل المنطقة لعلمه وحكمته ونزاهته وطول باعه وميزاته المعرفية الفذة. وكان من اهم أعيان وعلماء المنطقة حيث كان يفك ما استصعب في عصره من مستعصيات العلم والسياسة والادب وله مناقب جمة ترويها عامتنا والأوساط الاجتماعية في ادرار والساحل. ويعود له الفضل الكبير في تثبيت أجزاء كبيرة من لعويسيات في أراض مختلفة من مناطق الوطن وكان الشيخ ابنين ولد المحمود لله وغيره من مشايخ القبيلة يستشيرونه ويزورونه في أمور جمة منها قضايا الشأن العام للقبيلة وأخرى مردها قضايا الإدارة الاستعمارية وإحصاء القبيلة في هذا الشطر او ذاك من ربوع الوطن تبعا لشجرتها وامور الاراضي وحيازتها.
و لغزارة علمه كان يملي العروض و الزكاة و الستِّ وهو ماشيا.. وقد درس عليه المرحوم المختار ولد حدهال ونال من علمه ما نال حتى صنف في عداد العلماء هو الآخر. قبل أن ينتقل الى التعليم العصري الذي تخرج منه أول مهندس بموريتانيا في بناء سفن الصيد البحري مما مكنه من تكوين اطر الصيد التي نراها اليوم من حاضرة انوامغار الى انواذيبو و أنواكشوط ومناطق أخرى..و لا تزال السفن التي صمم و صنع بيده تحمل اسم “سفن العويسي” وتعمل حتى اليوم في موريتانيا و المغرب و السنغال و له في هذه المناطق ذكر نير و بسطة كبيرة من الاعتراف بالجميل. وقد فاتحني رحمه الله بإنجازات في الميكانيكا وعلم صناعة السفن لم يحن الوقت لذكرها لفوضوية المجتمع الموريتاني و سهولة انتحال الفكر و المعلومات فيه و ادعائها زورا وبهتانا.
ويعرف في المناطق التي عمل بها أو كون فيها أجيالا في المهنة بالمختار العويسي كما يعرف بنفس اللقب في عموم الساحل وادرار. وهو لقب جده العالم الجليل والفارس الشهير المختار ولد سيدي المعروف بالمختار العويسي الذي تسمى باسمه حتى الان بلدية قرب مدينة باركيول تدعى “بلدية العويسي”. و لم يكن لاحد ان ينتصر في سباقات الخيل ( راوانت ) التي كانت تجريها امارة اهل عيده غيره حيث تصدر السباق على فرسه الشهباء. وقد تخرج من محظرة اهل عبد الودود وعم تحصيله ما زخرت به من علوم ليجتمع مشايخها ويصدروه بقولهم “اتيت على ما عندنا من علم وما نظن احدا يزيدك” ليؤسس ربعه الذي زاد في بعض الأحايين على 20 خيمة ليتوسع مع الزمن حتى اشترى له مكتبة كبرى بلغت حمل خمسة جمال.
انتقل وحيدا رحمه الله الى الحوض لتظهر خصاله في الفروسية و العلم والشجاعة لينتزع من أعدائه دون معاون او سند ابله بعد أن شق “ادوابه” الحوضين و يحط عند المعنيين الذين استقبلوه بالسؤال هل اتيتنا “عربي او زاوي” ليجيبهم الثنتين فما كان منهم إلا أن جمعوا له اهل العلم بهدف المناظرة فكان يوم المناظرة الاول من الصباح ليختتم بفوزه وقت صلاة المغرب ليقسموا بالله جهد ايمانهم ان لا يصلي بهم غيره ما دام فيهم.. ليتقدموا له في اليوم الموالي باهل الفروسية وفنونها و معارف الحرب لينتصر ثانية و تختتم المناظرة في اليوم الخامس بنصره و اخذه ابله ومن كان فيها من الرعاة والمعاونين وقد شملت المناظرة امورا جمة كانت تعد في مرتبة النوازل فيما طرق من فنون .
أما سبب تسمية البلدة بالعويسي فذلك عائد إلى:أن العالم الجليل و الفارس الكريم المختار ولد سيدي محمود المعروف ب”المختار العويسي”,رحل مع ربعه نتيجة جفاف ضرب الساحل و آدرار سنة 1906 متجهين نحو الجنوب طلبا للمرعى كعادة أهل البدو ,الى أن استقر بهم المقام بتلك البلدة التي كانت تسمى باركيول الأبيض وكانت على مسافة منهم “محظرة” يؤمها طلبة العلم وكانت من عادة مبتعثي الطلبة أن يرسلوهم بمؤونتهم خلال فترة الدراسة بالمحاظر .وذات يوم أقفل أحد التلامذة راجعا من عند أهله الذين زودوه بخنشة زرع مؤونة له لفتر ما،فما كان منه الا ان وضع الخنشة على حماره و أمتطاه وعند مغادرته رآه لص فقرر متابعته حتى يخرج الحي ليسلبه إياها, فأقتفى أثره و لما أبتعدا عن الحي ضاعف اللص سيره وراء الطالب الى أن أوشك أن يلحق به فرأى الطالب ضريحا جديدا فأزاح الخنشة عنده من على ظهر حماره و واصل طريقه خائفا الى “المحظرة”.فما كان من اللص إلا أن أخذ الخنشة و أقفل راجعا بصيده الثمين الى حيه,ولما وصل أهله أراد نزع الخنشة عن ظهره فلم يستطع و حاول آخرون إنزالها عنه فلم يقدروا وتجمهر الحي متحيرا من الحادثة. فتقدم من بينهم مسن ولما عرف فحوى القصة أمر اللص بإعادة الخنشة حيث وجدها فما كان منه إلا أن أرجعها لتسقط من على ظهره في المكان الذي أخذها منه أصلا.
عندها بدأت معالم الحيرة على شكل تساؤلات تطبع ساكنة البلدة عن صاحب الضريح؟ فقال لهم أحد قاطني المخيمات المجاورة أنه من أهل الساحل وقد رحل ربعه منذ أيام نحو الشمال. فأرسلوا ورائهم من يستقصي الامر فلحق بهم ركب وسألوهم فعرفوهم بأنفسهم على أنهم مخيمات من العويسيات وأن المتوفى العالم الجليل المختار ولد سيدي محمود العويسي.فما كان منهم بعد العودة إلا أن نقشوا على ضريحه المختار ولد سيدي محمود العويسي فسميت البلدة بالعويسي الى اليوم.
بعد هذه الحادثة صار غالبية السكان والمارة بالمنطقة يودعون أمتعتهم عند ضريحه و لا يصيبها سوء أو ضرر حتى يعودوا و يأخذوها. كان المختار ولد سيدي محمود عالما جليلا و فارسا معروفا و صاحب محظرة ذائع الصيت ومكتبة علمية متنقلة كبرى كما ذكر أعلاه.
وأعرج من هنا لأرجع بعود على بدا على علم اهل حدهال واهل المختار وهي أسرة واحدة لأقول إن جد المرحوم المختار سيد احمد فال الملقب ‘حدهال” كان عالما جليلا درس عليه في محظرته جيل كبير من طلبة العلم منهم من ابناء عمومتنا ومنهم من قبائل اخرى حيث لا يزال له ذكر نير في تلك الأوساط. وكان ربعه رحمه الله ” افريك ” ضخما وعج بالطلبة ومريدي الاستفسارات في القضايا الفقهية المختلفة والمستعصي من العلوم. وقد تخرج على يده من ابناء عمومتنا مثالا لا حصرا خال المختار العالم الجليل والنسابة المختار الكوري الملقب “شرم ” ولد عبد الله الملقب عبداتي ولد عابدين و ابناء الحسن الذين تخرجوا على يده حفظة لكتاب الله العزيز و علماء في الرسم و سيدي ولد بلاه الملقب “ديدي” الذي تخرج كذلك فقيها وغيرهم وغيرهم كثيرون ..
الاخ الاخر لمحمد الكوري و حدهال جدي علي و أسرته المعروفة باهل عاليين درس على والده المختار ولد سيدي كاخوته كما درسوا على أهل عبد الودود و تخرج حافظا لكتاب الله تعالى فقيها طويل الباع في العلم و الانساب و أصول الفقه عارفا بمطالع النجوم التي كانت تمثل سبل الاهتداء عند البدو الرحل يعرفون بها مهاب الريح و تقلبات الطقس و ميزات الفترات المناخية. كما كان خبيرا بالتركة محتاطا بالكثير من آداب العرب و ما حوته حكمهم من نوادر ولم يكن في ادرار و الساحل ادرى منه بالمنطقتين وقد تميز بنفس الخاصية المعرفية بالمنطقتين قبله الزجل ولد المحمود وبعده امين ولد ودو..و يحتاج الأمر في الحقيقة لذكر هؤلاء و غيرهم من أخيار قبيلة أهل السباعي وعموم لعويسيات مجلدا كاملا لغزارة عطائهم و تنوع اسهاماتهم وعلو هممهم.
و لعلي كمتتبع مطلع للمتداول من تاريخ قبيلة لعويسيات على الإنترنت بما فيها مواقع التواصل .. لأجزم أنه كله من إنتاج المرحوم استحوذ عليه بطرق ملتوية ما عدى شذرات لكتاب أوربيين بحوزتي من الدلائل والوثائق ما يكذب الكثير من تاريخهم لأمور معروفة صبغت كتاباتهم عن غيرهم. وان قال قائل إن الأمر ليس كذلك فلماذا لم يظهر هذا التاريخ عن القبيلة قبل سنتين او ثلاث او اربع قبل أن ننشر بعض رسائل المرحوم للمؤرخين المذكورين أعلاه أو بعض من تسريبات من عمله خص بها عامة أو خاصة أو قبل ان يفاتح هو الكثيرين في المجالس بما نشهده اليوم من تاريخ لعويسيات الذي يتطلب أول ما يتطلب ا ن يذكر الخائضون فيه مصادرهم في المنشور..? وإلا فان ذلك مما يجعل المعلومة المنشورة تتعارض وقواعد العلم التي تتطلب من صاحب العلم الذي يلزمه علمه إن كان صاحب علم ذكر مصادره او للتبسيط من أين استقى هذه المعلومة أو تلك وإلا فإنه يعرض نفسه لما لا يرضاه أهل العلم لأنفسهم …؟
ونظرا لتعايش القبائل وتمازجها في حيز ترابي ما فقد حدث أن التقى رجالات من لعويسيات في تكانت برجال من إحدى قبائل الجوار ( .. ) الذين أستفسر وهم بهدف المناظرة قائلين: نحن وأنتم صرنا أهل أرض وجوار فهل منكم من أبناء عمومة أُخر لا نعرفهم؟ فردوا عليهم نعم منا قبيلة ” أهل السباعي ” في الساحل فطلبوهم للمناظرة فابتعث أهل السباعي وفدا قاده شيخ القبيلة محمد الكوري ولد المختار عن الجانب الفقهي وكل ما يقع بين إثنين ومحمد الجيد عن لسان العرب وفنون الحرب وبدهيه ولد الباه في السيرة وما تعلق بها. حضر المدعوون ودارت المناظرة بين الجمعين لتختتم بعد أيام ثلاث بفوز مناظري ” أهل السباعي “ونهاية الأمر بحضور جمع غفير من ساكنة المنطقة.
وأعرج قليلا الى الوراء لأقول أنه بعد وفاة محمد الكوري ولد المختار رحمه الله خلفه لزعامة قبيلة أهل السباعي إبنه محمد الحسن الذي كان فقيها حافظا لكتاب الله كوالده عالما بالرسم والنحو ضالعا في علم الأنساب وآداب العرب والتركة .فواصل سلسلة مسيرة القبيلة في موقعها الجامع حضنا ومتنا لبقية تفرعات القبيلة ونخوتها وأهليتها بين بقية القبائل .وتعتبر قبيلة أهل السباعي إحدى القبائل المؤسسة للدولة الموريتانية ففي 1958 استدعت السلطات القائمة وفدا من كل قبيلة معترف بها رسميا و لها ” ديوان ” لحوار مدينة ” الاك ” المؤسس للدولة الموريتانية فقاد وفد ” قبيلة اهل السباعي” شيخها محمد الحسن ولد محمد الكوري ولد المختار صحبة إبن عمه الكوري ولد سيد أحمد ولد أحمد.. للمشاركة في الحوار الذي وضع لبنة التأسيس للدولة الموريتانية مع بقية مشايخ القبائل الأخرى.
وأختم بشهادة في حق المرحوم، حدثني بها السيد بدهيه ولد عبد الله ولد السباعي أطال الله في عمره أنه قدم في استشارة الى المختار ولد حدهال فلما وصل باب داره لقي خارجا من عنده الفقيه عبد العزيز ولد سيد أمين ولد الشيخ محمد المام فحياه وقال له: إبن عمك هذا بحر علم لكنه لم يجد من ينبش عنه؟ وهذا قريب من قول أهل قرية بها محظرة في جده المختار ولد سيدي الذي أستودع فيها حمل جمل من الكتب ولما أطلعت المحظرة على محتوى الكتب وجدوا له ديوان شعر في التصوف و أنظاما في الفقه فقالوا فيه: أهل هذا العالم جماعة من الفضلاء أو من الحساد؟
وما ذكر هؤلاء البررة من أبناء قبيلة أهل السباعي خاصة أو لعويسيات عامة إلا مجدا ووساما لكل اعويسي يقصد الرفعة والذكر الناصع لأهله من عشيرته وعلوا لشجرتها لتكون مجدا على مجد رصعته أيادي بلغاء الشجاعة والعلم والأدب والأخلاق والفضل ممن ذكرنا وممن سنذكره لاحقا.
فرحمة الله عليه العالم الحكيم التقي المتصوف النصوح الورع النزيه المحقق المتحقق في علمه وعمله و أقواله وأفعاله العالم الجليل المختار ولد محمد ولد سيد أحمد فال الملقب حدهال

المراجع:

1 – المختارو لد محمد ولد حدهال – مخطوط من جزأين عن تاريخ ونسب القبيلة
2 – الدكتور محمد سالم ولد محمد يحظيه سلسلة مقالات، يومية الأمل الجديد 2012-2015.
*نشر بيومية الأمل الجديد بتاريخ: 2015/03/23

2015/23/03 أنواكشوط : بتاريخ
الخبر – وكالة أنباء موريتانية مستقلة

: العنوان والهاتف
yehdih1999@yahoo.com
47166103
www.elkhebar.net

Print Friendly, PDF & Email

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي