وكالة أنباء موريتانية مستقلة

نصرة للقدس بيت لحم بلا أعياد

لم تكن ساحة كنيسة المهد في بيت لحم كعهدها في مثل هذا الوقت من كل عام.حيث كان فرح أعياد الميلاد بارداً، واختفت مظاهر الاحتفالات من الساحة التي تعج عادة بالمصلين وعروض الفرق الفنية من حول العالم، كما اقتصرت الفعاليات على الشعائر الدينية وعروض محدودة لفرق كشافة محلية. حتى المسيحيين الفلسطينيين اختاروا أن يبقوا في بيوتهم، وبقيت شجرة الميلاد الضخمة التي تتوسط الساحة دون إنارة.
فقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شأن الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، أسدل ظلالا قاتمة على المدينة ومسيحييها خلال احتفالات الميلاد التي تشهد منذ ثلاثة أسابيع مواجهات يومية مع قوات الاحتلال احتجاجاً على الإعلان الأميركي. وحتى عشية الأعياد، شهدت المدينة مسيرة شعبية احتجاجية ارتدى المشاركون فيها زي «سانتا كلوز»، واشتبك المواطنون بالأيدي مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مدخلها الشمالي.
وعقد رؤساء بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور مؤتمراً صحافياً أعلنوا فيه أن الاحتفالات ستقتصر على الشعائر الدينية احتجاجاً على قرار ترامب، وتضامناً مع عائلات الشهداء والجرحى الذين سقطوا اخيراً في المواجهات، علماً أن عددهم ارتفع الى 12 شهيداً ومئات الجرحى.
وأعلن رؤساء بلديات المدن المسيحية الثلاث المتجاورة أن رسالة الميلاد من مهد السيد المسيح الى العالم هذا العام، هي «رفض قرار الرئيس الاميركي وتعهد إسقاطه». وقال رئيس بلدية بيت لحم توني سلمان لـ»الحياة»: «نريد إسماع صوت الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، الى العالم. القدس ستبقى لأهلها مهما حاول الاحتلال ومن يدعمه تغيير الواقع». وأشار الى ان «التعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني سيُفشل مشروع الرئيس الأميركي»، و»قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رسّخ الإرادة الدولية ضد ترامب، وأكد حق شعبنا في إقامة دولته وعاصمتها القدس». واعتبر أن «الاحتفال هذا العام يأتي والشعب الفلسطيني متسلحاً بالإرادة الدولية»، مؤكداً ضرورة «مواصلة الاحتجاجات ومضاعفتها ضد الاحتلال وترامب».
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا إن «مشروع الرئيس ترامب لا يستهدف مدينة القدس المحتلة فقط وإنما القضية الفلسطينية… ورسالتنا الأولى كفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، هي أننا نرفض القرار الأميركي، وهو إهانة وإساءة الى شعبنا وقضيتنا وتطاوُل علينا، فالقدس حاضنة لأهم مقدساتنا وتراثنا الديني والإنساني والوطني، وأميركا دائماً تقف إلى جانب إسرائيل، إلا أن القرار الأخير كان الأسوأ».
ووصل موكب المطران بيير باتستا بيتسابالا الى بيت لحم قادماً من مدينة القدس المحتلة عند منتصف النهار، إيذاناً ببدء الاحتفالات لدى الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي. وكان الموكب انطلق في مسيرته التقليدية من ديوان البطريركية اللاتينية في القدس، وسار في طريق القدس – بيت لحم ماراً بكنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس، ومن ثم الى بيت لحم حيث عبَر بوابة كبيرة في الجدار الذي أقامته سلطات الاحتلال لعزل المدينة عن توأمها التاريخي القدس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.