وكالة أنباء موريتانية مستقلة

إيران وتركيا… تتخطيان العرب في مواجهة ترامب

مقابلة سلوى فاضل مع الباحث والخبير بالعلاقات الدولية الدكتور خالد العزيّ

ما هي الإجراءات التي يمكن لكل من إيران وتركيا -كدول إسلامية- اتخاذها لمواجهة اعلان ترامب الأخير بخصوص القدس وجعلها عاصمة لإسرائيل؟ وهي المدينة المقدسة التي تخصّ المسلمين بشكل أساسي؟
يرى الباحث والخبير بالعلاقات الدولية الدكتور خالد العزيّ، ردا على سؤال “جنوبية” عن تحرك تركيا وايران المفترض بعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان القدس عاصمة لإسرائيل، “ان الأمور تسير نحو الاستنكارات، ولكن ما نعوّل عليه هو الشعب الفلسطيني. والشعب في الشارع منذ الأمس، وهذا العمل المبدأي، يعطي الأمل للحكومة الفلسطينية. وان كنت أرى انه لا يجب تكبير خطوة ترامب التي اعلن عنها ضمن برنامجه الانتخابي أصلا”.

ولفت الى ان “هذا القرار مُتخذ منذ 1995 وعملية تأجيل تنفيذه كانت تتم كل 6 أشهر، وبالتالي هذا التأجيل عمليّا لم يكن حبرا على ورق، مما يدل على ان اميركا، بغضّ النظر عن دورها، هي دولة مؤسسات”.
ويضيف، العزي، “العرب يتحمّلون مسؤولية ذلك، والرد العربي، جاء عبر تحرك الدبلوماسية العربية، إذ هناك ثمانية دول طلبت جلسة لمجلس الامن. والموقف الدولي ندد بهذه الخطوة، اضافة الى الموقف الروسي، وتقدّم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب الى مجلس الامن لاعتبار قرار ترامب غير شرعي، وغير قانوني، لأنه ينافي قرارات الشرعية الدولية، اما الرد الفلسطيني فهو رد شعبي”.

ويشدد الدكتور العزي على ان “التعويل سيكون على الرد الشعبي. ونتمنى ان تصير هذه التحركات العاطفية تحت رعاية المؤسسة العربية الرسمية الدبلوماسية والفلسطينية، والرعاية هذه توجب على السلطة الفلسطينية اتخاذ خطوات سريعة”.

من هنا، إعتبر العزي الخبير بالعلاقات الدولية، انه “لا يمكننا القول ان القضية موجودة عند ايران وتركيا فقط، لأن القضية موجودة عند المعنيين. واذا كان ثمة تقاعس عربي قد خلق فراغا سمح للآخرين بالتدخل، فيجب التخلص منه”.

لذا، “المطلوب اضافة الى قرار الرئيس الفلسطيني اعادة النظر باتفاقية اوسلو، ورفض لقاء مسؤول أميركي في 19 الجاري، مما يؤثر على الإدارة الإميركية، مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن، وانعقاد مؤتمر القمة الاسلامي، واستدعاء السفراء الاميركيين في كل من الإردن ومصر، اضافة الى تعزيز المصالحة الفلسطينية، فخطوة تسليم الوزارات في غزة، وحلّ خلافات المتقاعدين والعاملين، والخطوات الدبلوماسية، تؤدي الى التأثير على الموقف الأميركي، حيث تسير كلها تحت عيون الرعاية العربية. لذا إن عدم السماح بالتدخل الخارجي يمنع كل من إيران وتركيا من مواكبة الخطوات الفلسطينية”.
فـ”الموقف التركي” كما يؤكد عزي “الذي هدد بالغاء الإعتراف باسرائيل هو موقف عائب، لانه لا يؤثر، بل يجب ان تقوم أنقرة بخطوات دبلوماسية، كسحب السفير الاسرائيلي. علما ان مجلس الأمن القومي التركي لم يجتمع لإتخاذ ايّ قرارفي هذا المجال. اضافة الى ان مجلس الامن القومي الايراني لم يجتمع ايضا، ولا زلنا نردد “يا قدس اننا قادمون”، و”زحفا زحفا نحو القدس”. مع ان اسرائيل قصفت منطقة “الضمير” قرب دمشق، ولم يرد عليها أحد حتى الان”.
“فالضعف العربي، يشرح العزي بالقول، “يسمح للتركي والإيراني بالقفز فوق أكتافنا للاستفادة، واذا كانوا يعتقدون ان طريق القدس تمرّ من هذا الطريق او ذاك فليتحركوا، فها هو الجولان تحت نظرهم، فمتى نحرر القدس، التي هي أصلا محتلة”.
ويختم الدكتور خالد العزيّ، قائلا “الموقف التركي والإيراني شبيها ببعضه البعض، لكن الموقف أكثر مزايدة هو موقف إردوغان حيث لا زلنا نذكر ما وعد به اثناء الثورة السورية وبما قام به في غزة. اما الايراني فيردد “زحفا زحفا نحو القدس” و”الموت لإسرائيل”، والمشكلة عنده ان المعركة اعلامية فقط، فايران لا يمكنها الرد على اسرائيل، وهي أضعف من أن ترد. لان دفاعاتها العسكرية تحت مرمى الطيران الاسرائيلي، وقوّاتها موزعة بين سورية واليمن والعراق”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.