وعدت المدن الأمريكية التي تشكل «ملاذات» للمهاجرين بأن تخوض ضد الرئيس دونالد ترامب حرباً قضائية، بينما تعهدت أخرى بمواصلة حماية سكانها الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية، وعدم الإبلاغ عنهم للسلطات الفيدرالية، رغم تهديدات ترامب بحرمانها من مليارات الدولارات الفيدرالية، وفي المقابل رحب العديد من المسؤولين الجمهوريين بهذه الإجراءات الرئاسية التي تتماشي مع وعود ترامب خلال حملته الانتخابية، لكن ندد بها سياسيون وناشطون في مختلف أنحاء البلاد.
وكانت مسودة مرسوم تنفيذي جاهز ليوقعه ترامب، نصت على تعليق برنامج الولايات المتحدة لاستقبال اللاجئين من الجنسيات كافة، وبخاصة اللاتينية، لمدة 4 أشهر، والتوقف عن منح تأشيرات دخول لمسافرين قادمين من 7 دول عربية وإسلامية، فيما تضمنت المسودة منع قدوم اللاجئين من سوريا إلى أجل غير مسمى. ويمنع المرسوم منح تأشيرات دخول من 7 دول تقول الإدارة الأمريكية إنها يمكن أن تشكل تهديداً إرهابياً، وهي العراق، وسوريا، وإيران، والسودان، وليبيا، والصومال، واليمن، لمدة ثلاثين يوماً.
وفي مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» في وقت متأخر ليل الأربعاء، أوضح ترامب «ليس حظراً على قدوم المسلمين، بل على الدول التي تشهد أعمالاً إرهابية على نطاق واسع، إنها دول سيأتون منها، ويتسببون لنا بمشكلات عدة. لدينا ما يكفينا من المشكلات من دون أن نسمح بقدوم أشخاص يريدون الحاق أضرار كبيرة». ورفض ترامب تحديد الدول التي يتحدث عنها، لكنه شدد على أن «أوروبا ارتكبت خطأ جسيماً عندما سمحت للملايين من هؤلاء بالدخول إلى ألمانيا ودول أخرى»، وقال إن «الوضع كارثي هناك».
وعند سؤال ترامب حول ما إذا كانت هذه القيود ستثير غضب المسلمين في مختلف أنحاء العالم، أجاب «غضب؟ هناك الكثير من الغضب الآن. كيف يمكن أن يكون هناك غضب أكبر من ذلك؟». ومضى يقول «العالم يعيش في فوضى شاملة، وفي أقصى حالات الغضب. ما الذي تعتقد انه سيثير غضبه أكثر بقليل؟ العالم غاضب، ذهبنا إلى العراق بينما لم يكن يفترض أن نقوم بذلك، وانسحبنا ولم يكن يجب أن نقوم بذاك. فوضى شاملة في العالم».
وتعهد ترامب بفرض إجراءات «تدقيق قصوى» حول الأشخاص الراغبين في القدوم إلى الولايات المتحدة من بعض الدول. وتابع «أكرر أنها ستكون قصوى. لن نسمح بدخول أحد إذا كان هناك أدنى شك في حصول أي مشكلة»، من دون أن يحدد كيف ستختلف الإجراءات الجديدة عن تلك المطبقة حالياً التي تعتبر صارمة .
